نساء يسردن لـ”أخبار الآن” قصصهن بعد النجاة من معاناة داعش

بعد أشهر من التدريب تتحضر مجموعة من النساء للانطلاق نحو حياة أفضل ليس فقط مهنياً بل اجتماعيا أيضا بعد معاناة مريرة مع حقبة داعش السوداء وماتلاها من رفض مجتمعي لهن.

لم يكن إعادة دمج أم محمد في المجتمع بالأمر السهل، إلا أنها تحدت جميع الصعوبات والظروف المحيطة لتعود إلى المجتمع وهي امرأة عاملة قادرة على إعالة أطفالها بمفردها بالإضافة إلى قدرتها على كسب ثقة المجتمع عبر عملها.

تقول أم محمد أنها خرجت من مخيم الهول المتواجد فيه أهالي تنظيم داعش الإرهابي منذ سنتين وفي بداية خروجها أنها ذهبت للعيش في إحدى القرى بسبب خوفها من المجتمع ومن نظرة الناس لها ولم تكن تخالط أحد.

نساء تحدين "جحيم" داعش وقررن الإنطلاق نحو "حياة" أفضل

وقالت لـ”أخبار الآن”: “أنا في النهاية بحاجة إلى عمل حتى أعيل أطفالي الأيتام لأني أرملة وخرجت من القرية متجهة نحو المدينة”.

وأضافت “اتصلت معي منظمة الفصول الأربعة وقاموا بتسجيل أسماء الخارجات من الهول وطلبوا مني حضور جلسات التدريب”.

“وأخبرتني إحدى الموظفات أنهم سيقومون بتدريبي من خلال ورشة لتعليم التطريز والخياطة”.

نساء تحدين "جحيم" داعش وقررن الإنطلاق نحو "حياة" أفضل

منظمة الفصول الأربعة تفتح باب زرق أمام النساء اللواتي تركن جحيم داعش (أخبار الآن)

وقالت أم محمد أيضا في حديثها لـ”أخبار الآن” “لم أتقبل الفكرة بالبداية رغم إني أحب هذه المهنة كثيرا ولدي هواية الرسم ولكن كنت خائفة جدا من دخول المنظمة والتعرض لكلام المتنمرات وأنا بغنى عن هذا الموضوع”.

“ولكن عند ذهابي كانت المعاملة جيدة جدا والنساء تعاملوا معي بلطف وعاملوني كأخت لهن وشعرت إني إنسانة طبيعية وتعرفت ع الأخريات وتبادلنا الأحاديث”.

نساء تحدين "جحيم" داعش وقررن الإنطلاق نحو "حياة" أفضل

نساء تركن مخيم الهول يحلمن بمستقبل أفضل (أخبار الآن)

هذه الفكرة ليست الأولى من نوعها في التدريب ولكنها كانت الأكثر استيعابا وتسليطا للضوء على هؤلاء النساء المستعضفات والراغبات حقا بالعودة إلى المجتمع.

وفي نفس السياق تقول رانيا وهي مسؤلة منظمة الفصول الأربعة الراعية للمشروع، أنهم ومنذ ثلاث سنوات يعملون مع النساء المستضعفات”.

وأضافت “مشاريعهم هي بناء السلام والتماسك المجتمعي من خلال التمثيل الحرفي والاقتصادي للنساء”.

نساء تحدين "جحيم" داعش وقررن الإنطلاق نحو "حياة" أفضل

لكن بهذه الفترة تم استهداف النساء الخارجات من مخيم الهول لأن هناك عدد كبير منهن يخرجن من المخيم بكفالات لكن هؤلاء النساء بحاجة لدمج مع المجتمع بالإضافة لتمكين اقتصادي أو حرفي ليكونوا معيلات لأسرهن.

وتشيد رانيا بنجاح مشروعها قائلة “ثمار المشروع واضحة اليوم وتمكنا من الربط بين عدد من النساء مع عدد من الخياطين بأسعار أقل من السوق”.

وأضافت “لكن كبداية ستكون فرصة جيدة لهن وضمن المشروع سنقوم بتوزيع حقيبة للأدوات والمعدات اللازمة لكل امرأة لتبدأ بها مشروع صغير وتستفيد منها في المرحلة القادمة”.

وتبقى هكذا مشاريع حاجة ملحة ومهمة للمجتمع وذلك لمساعدة الأمهات على إعالة أطفالهن ومحاولة إبعادهم عن الماضي الأسود المتعلق بتنظيم داعش الإرهابي الذي سيدمر هذه الأسر إذا لم يتم معالجة مشاكلهم.