جثث أفارقة جنوب الصحراء بلغت 180 جثة في صفاقس وسط تحذيرات من كارثة صحية
- طاقة استيعاب غرفتي التبريد بمستشفى صفاقس لا تتجاوز 35 جثة فقط
تتكدس جثث المهاجرين غير النظاميين من أفارقة جنوب الصحراء في مستشفيات مدينة صفاقس في الوقت الذي تدق فيه منظمات وجمعيات ناقوس الخطر وتدعو إلى إيجاد حلول عاجلة لدفن جثث طالبي اللجوء، وفي هذا الإطار تواصلت “أخبار الآن” مع المدير العام للهلال الأحمر التونسي بصفاقس أنس الحكيم الذي قال: “المدينة تعيش أزمة حقيقية بسبب خروج الجثث بصفة يومية ومتكررة ولم يتم بعد تكوين خلية أزمة لمعالجة الموضوع”.
كما صرح الحكيم لأخبار الآن: “المجهودات أصبحت غير كافية أمام هول الكارثة التي تعيشها المدينة.” وأشار إلى أن بعض المتطوعين في الهلال الأحمر يعملون على التواصل مع بعض عائلات أفارقة جنوب الصحراء في أوطانهم الأم، وأكد أنس أن الهلال ينتظر إشعارا رسميا من السلطات للتدخل والإستجابة لطلب المساعدة”.
تعتبر أرقام الجثث التي تم العثور عليها والجثث المكدسة في مستشفيات مدينة صفاقس مفزعة إذ صرح الناطق الرسمي باسم محكمة صفاقس فوزي المصمودي لأخبار الآن: “بالنسبة لمحكمة صفاقس منذ 21 فبراير إلى الآن تم تعداد 85 جثة ونحن لا نعرف مكان خروج هذه القوارب ويرجح أن يكون أغلبها انطلق من مناطق أخرى بخلاف صفاقس”.
وأضاف: “هناك قلة وسائل وحاليا يوجد 180 جثة في بيت الأموات التي لا تتسع إلا للقليل لذلك نواجه أزمة في الوقت الحالي.” ووفق المعلومات التي تحصلت عليها أخبار الآن لا تتجاوز طاقة استيعاب غرفتي التبريد بمستشفى صفاقس 35 جثة فقط.
وأشار فوزي المصمودي إلى أن الأبحاث جارية في كل حوادث غرق المراكب وعملية تنظيم الهجرة طويلة ويتدخل فيها العديد من الأشخاص لكن غالبا يرفض الناجون من الغرق ذكر أسماء المنظمين مما يصعب مهام السلطات، وذكر المصمودي أن هناك نقص في الإمكانيات في مواجهة هذه الأزمة لكن الجهود متواصلة.
أما الناشط في المجتمع المدني فتحي بلحاج الذي التقت به “أخبار الآن” على سواحل صفاقس التي عادة يغادر منها المهاجرون غير النظاميون فقال: “البحر الذي كان مورد رزق وطريقة للترفيه أصبح اليوم أكبر مقبرة للعديد من أبناء تونس والعديد من أبناء أفريقيا جنوب الصحراء”.
وتابع: “المهاجر لديه مسار وحلمه هو العبور من مسار صفاقس إلى أوروبا لذلك يركب في قوارب الهجرة التي هي في الحقيقة توابيت الموت ليتحول الحلم إلى كابوس ينهي حياتهم ويخلق صعوبات على الحرس البحري والجهات الصحية وعلى البلديات التي لا تجد مقابر لدفن الجثث”.
وأكد فتحي: “دفن ضحايا الهجرة غير النظامية الذي انتهت أحلامهم على سواحل تونس ليس صونا لكرامة أفارقة جنوب الصحراء فقط بل هو صون لكرامتنا كتونسيين”.
وكشف بلحاج أن المشكلة تتمثل في أن عدد كبير من التونسيين يرفضون دفن الأفارقة في مقابرهم بدعوى أنهم غير مسلمين كما أن السلطات وعدت بإنشاء مقبرة قبل أشهر لكن هذه الوعود لم تتحقق مع أن المجتمع المدني نبه منذ فترة من الوصول لهذه الأزمة التي تعيشها المدينة.
وأشار فتحي أن الطرف التونسي في تفاوضه مع الطرف الأوروبي عليه أن يحرص على حماية الذات البشرية وحفظ كرامة الميت عبر دفنه ونقله في سيارات مبردة خاصة وأن تونس مطالبة أن تحمي كل مهاجر في المياه الإقليمية حيا أو ميتا.
على ضوء هذه الأزمة المتفاقمة انعقدت جلسة طارئة بمقر ولاية صفاقس بمتابعة من وزيري الداخلية والصحة من أجل إيجاد حل جذري لأزمة جثث الغرقى التي يعجّ بها قسم الأموات بالمستشفى الجامعي، لكن لم يتم لحدود اللحظة الشروع في دفن أي جثة من الجثث التي تعج بها غرفة أموات المستشفى الجامعي بصفاقس.