مقبرة وادي السلام في النجف.. إحدى أكبر مقابر العالم
مقبرة وادي السلام في النجف بالعراق هي إحدى أكبر المقابر في العالم وأقدمها، حيث تأسست منذ أكثر من 1400 عاما، وذلك بعد أن اعتقد الكثيرون أن الإمام علي بن أبي طالب، دُفن في النجف.
ويعدّ الإمام علي بن أبي طالب أبرز الأئمة المعصومين لدى الشيعة الإثني عشرية، وتوفي في العام 661 هجرية.
تسعة كيلومترات مربعة
ويرجّح مؤرخون بأن أكثر من ستة ملايين شخص يرقدون في المقبرة، غالبيتهم الساحقة من العراقيين، إلى جانب أجانب من الإيرانيين والباكستانيين من الطائفة الشيعية وغيرهم.
ووفق منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، فإن مقبرة وادي السلام “واحدة من أكبر مقابر العالم الإسلامي” وتقدّر مساحتها بتسعة كيلومترات مربعة وتضم مدافن “تستقبل الموتى منذ أكثر من 1400 عام، وحتى اليوم”. رغم ذلك، لا توجد خرائط توضح كيفية التنقل في المقبرة.
ويؤدي توافد الزوار بسيارتهم لزيارة المقبرة، إلى ازدحامات كبيرة واختناقات مرورية، إلى جانب الضجة الكبيرة التي تعكّر الهدوء.
أزمات العراقيين
كانت وماتزال مقبرة وادي السلام في النجف شاهدا على معاناة وأزمات العراقيين على مر العصور.
فدفن في جنباتها الكثير من قتلى الحرب العراقية الإيرانية التي امتدت لنحو 8 سنوات، كما دفن فيها قتلى النظام السابق، والاحتلال الأمريكي للبلد، إضافة إلى قتلى جرائم تنظيم داعش الإرهابي الذي احتل ثلث أراضي العراق، كما دفن فيها ثوار ثورة تشرين التي خرجت ضد الظلم والفساد وقتل على أكثر من 700 شاب برصاص الميليشيات.
ودفن فيها أيضا ضحايا فايروس كوفيد19.
وخلال فترة الجائحة، زاد ضغط العمل على عامل دفن الموتى ثامر موسى حرينة البالغ من العمر 43 عاماً قضى منها 20 عاماً كحفار قبور.
ويقول موسى، وهو يقف بين آلاف القبور، “خلال فترة فيروس كورونا، أقمنا في مقبرة وادي السلام، ما بين خمسة إلى ستة آلاف جنازة خلال عام”.