احتجاجات لأمهات تونسيات ينتظرن معرفة مصير أبنائهن
تعاني الكثير من العائلات التونسية آثار الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلد، متأثرة بالأوضاع العالمية والحرب الروسية الأوكرانية، ولجأ الكثير من الشباب إلى الهجرة غير الشرعية التي يظنون أنها السبيل الوحيد للخروج من الأزمة الراهنة ولكن ابتلع البحر عددا منهم بعد غرق بوارب الموت التي كانت تقلهم.
حسناء الشطيوي أم تونسية تنتظر ابنيها اللذين ذهبا في رحلة مروعة محفوفة بالمخاطر عبر البحر الأبيض المتوسط منذ أربعة أشهر، ومنذ ذلك الحين لا تعرف ماهو مصيرهم هل غرقوا في البحر أم أكلتهم الحيتان أم عبروا إلى الضفة الأخرى.
قالت وهي تبكي: “محمود وآدم، أبنائي كانوا يواسونني ويحملونني، مثل العكازين من هذا الجانب والآخر، لكن الآن عكازتي مكسورة، لم تعد لدي القوة لتحمل نفسي”.
وأضافت: “احضروهم إلي، سواء كانوا أحياءً أو أمواتًا، فقط أحضروهم إلي”.
في شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة ، احتجت عشرات الأمهات مثل الشطيوي لمطالبة السلطات بالبحث عن فلذات أكبادهن المفقودين.
أصبح ساحل صفاقس نقطة انطلاق رئيسية للأشخاص الفارين من الفقر في إفريقيا والشرق الأوسط للحصول على فرصة لحياة أفضل في أوروبا.
في الأشهر الأخيرة، غرق مئات الأشخاص قبالة السواحل التونسية ، مع زيادة وتيرة محاولات العبور من تونس وليبيا باتجاه إيطاليا.
ويقدر عدد المهاجرين المفقودين ، عام 2022، بحوالي 600 مهاجر من جنسيات مختلفة ، في حين وصل أكثر من 18 ألف شخص إلى السواحل الإيطالية ، بحسب بيانات المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية.
ورغم أن تونس تعتبر قائدة ثورات “الربيع العربي”، إلا أن عملية الانتقال السياسي ما تزال تواجه عوائق عديدة لعل من أبرزها الأزمة الاقتصادية وتوجه الرئيس قيس سعيّد لحصر المزيد من الصلاحيات بيده، وهو الأمر الذي يترك تبعات سلبية على اقتصاد البلد وفرص التنمية فيه.
وشهدت البلاد منذ ثورتها في عام 2011 الكثير من التغيرات والأزمات السياسية والاقتصادية.