مدينة الموصل تعود إلى الحياة تدريجيًا
- أعلن العراق في 9 كانون الأول/ديسمبر 2017 انتصاره على تنظيم داعش.
- الظروف الاقتصادية في الموصل لا تزال مزرية للعديد من العائلات.
بعد سنوات تنقّل فيها بين مخيمات النازحين، وجد غزوان تركي بعض الاستقرار بعدما استأجر منزلاً في الموصل في شمال العراق، لكن تردّي الخدمات العامة وتراكم الصعوبات الاقتصادية تجعل من يوميات هذا الرجل الأربعيني وأولاده الاثني عشر، قاسية.
بعد خمس سنوات على إعلان العراق انتصاره على تنظيم داعش، لا تزال الموصل التي اعتبرت بمثابة عاصمة التنظيم الإرهابي حينذاك تشهد عملية إعادة إعمار بطيئة على الرغم من أن العديد من سكانها البالغ عددهم 1,5 مليون نسمة يعيشون ظروفا صعبة.
هنا، يقوم عمال بتركيب قضبان حديدية لتدعيم أساسات جسر جديد. وهناك، مطاعم ومقاه فتحت أبوابها، في حين أن مستشفيات عامة لا تزال مدمرة، وبعض المباني تحمل حتى الآن ندوب الحرب، إذ لا تزال مدمّرة أو آثار الرصاص باقية على جدرانها، شاهدة على معارك دامية في المدينة وضربات جوية أتاحت للقوات العراقية استعادة الموصل في العام 2017 بدعم من التحالف الدولي.
ويقرّ تركي بوجود “تحسّن عمراني” في الموصل، لكنه يطالب مع ذلك “بفرص عمل وسبل عيش” للعائلات التي لا تملك دخلاً.
ويعمل تركي الذي كان مزارعًا وسائق تاكسي، ويمارس أعمالاً أخرى صغيرة لتأمين قوته وقوت عائلته. لكن ما يجنيه من ذلك لا يكفي، فيما بلغ معدّل الفقر في محافظة نينوى التي مركزها مدينة الموصل، 40%، وتطال البطالة فيها واحداً من ثلاثة أشخاص.
مدارس “مكتظة”
استقرّ تركي المتحدّر من قرية ربيعة، في ضواحي الموصل في العام 2020، متقاسمًا مع شقيقه منزلاً من طابق أرضي وحيد.
ويشكو الرجل من “الاكتظاظ بالمدارس، الصفوف مكتظة بالطلاب، 60 أو 70 طالبًا في الصف”.
وتتحدّث نور طاهر، المتحدّثة باسم منظمة المجلس النرويجي للاجئين غير الحكومية التي قدّمت الدعم لمئة ألف شخص هذا العام في الموصل، “ارتفاعاً في نسبة البطالة” في المنطقة، وتسرّبأ مدرسيًا كبيرًا، وفرصًا اقتصادية محدودة”.
وتضيف نور طاهر أنه في حين أن “إعادة الإعمار متواصلة في الموصل، من مدارس ومستشفيات وطرق يجري ترميمها”، “نسمع باستمرار أن هناك صعوبات بالوصول إلى خدمات ذات نوعية جيدة وبشكل ثابت”.
وتضيف أن ثلاث مشكلات تبقى حديث الناس وهي “المدارس التي تعاني من نقص في الموارد، المدرّسون الغارقون بالعمل، ونقص الوظائف”.
وأعلن العراق في 9 كانون الأول/ديسمبر 2017 انتصاره على تنظيم داعش بعدما استعاد الأراضي التي سيطر عليها الجهاديون في العام 2014. وهزم التنظيم في سوريا المجاورة العام 2019. وحتى اليوم، يواجه البلدان تحدّيات هائلة في مجال إعادة الإعمار.
وفي الموصل، تعمل السلطات على عدد من “المشاريع الاستراتيجية” من أجل “تقديم الخدمة الأفضل للمواطن”، كما يؤكد قائم مقام الموصل أمين فنش المعماري.
لكن العملية بحاجة إلى المزيد من التمويل. ويقول المعماري “منذ نهاية 2020، كانت محافظة نينوى الأولى في إنجاز المدارس في العراق، فقد أنجزنا أكثر من 350 مدرسة”. مع ذلك، تحتاج المدينة ألف مدرسة إضافية من أجل “فك الاختناق” في القطاع التعليمي، وفق المعماري.
ويشير كذلك إلى وجود “نقص كبير في الجانب الصحي”، ما “يتطلب خططًا مستقبلية لإنشاء مستشفيات متعددة”، متحدثاً في الوقت نفسه عن الحاجة إلى تطوير “البنية التحتية الصحية ذات الاختصاص الدقيق مثلا جراحة القلب المفتوح وأمراض السرطان”.