تونس تضررت بشدة من أزمة المناخ
أفاد تقرير للأمم المتحدة الأحد تناول الارتفاع السريع في وتيرة الاحترار العالمي، أن كلا من السنوات الثماني الأخيرة، في حال ثبتت التوقعات بشأن العام 2022، ستكون أكثر حرا من أي عام سابق لسنة 2015.
وأشارت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تزامنا مع افتتاح مؤتمر الأطراف حول المناخ (COP27) في شرم الشيخ الأحد، إلى تسارع في وتيرة ارتفاع مستوى مياه البحار وذوبان الأنهر الجليدية والأمطار الغزيرة وموجات الحر والكوارث القاتلة التي تتسبب بها.
وتتجه الأنظار نحو هذه القمة، التي يشارك فيها قادة العام، ومسؤولون رفيعو المستوى في الأمم المتحدة، كما يحضرها آلاف النشطاء المعنيين بالبيئة من دول العالم كافة.
وهذا المؤتمر هو السابع والعشرون منذ دخول الاتفاقية حيز التنفيذ في 21 مارس/آذار 1994.
وتعتبر تونس إحدى البلدان المنتمية لشمال أفريقيا والمتأثرة بأزمة المناخية بشكل كبير، ويكابد التونسيون الأمرين بسبب التغيرات المناخية المتسارعة التي عجلت بارتفاع متواصل في درجات الحرارة،
وبخاصة خطر الجفاف المحدق بالبلاد في ظل شح الموارد المائية إلى درجة إطلاق صيحة فزع من المعنيين بهذا الشأن، بأن تونس بلغت مرحلة الفقر المائي.
ويشكو التونسيون من عام لآخر من اهتراء المنظومة المائية بفعل نقص الأمطار، وقرب نضوب السدود، المزود الأول للبلاد من الماء الصالح للشرب.
وفي عام 2022 تبرز صور فيديو موثقة من طرف الجمعيات بتونس في شأن صعوبة التزود بالماء الصالح للشرب إلى درجة أن الفيديوهات تذكر بعهود خالها التونسيون انتهت من استعمال صهاريج المياه والدواب لجلب الماء.
ولا يكفي خطر الجفاف الذي يهدد تونس منذ سنوات عدة، والذي تفاقم بشكل لافت في العامين السابقين بسبب نقص الأمطار، لتعمد شركة المياه الحكومية قطع الماء عن مناطق عدة، لا سيما في المناطق السياحية من الثامنة ليلاً حتى السادسة صباحاً من أجل ترشيد استعمال الماء.
وهو ما أردنا رصده من خلال قصة فلاح شاب لم يجد دعما من وزارة الفلاحة على مستوى أسعار البذور وأعلاف الحيوانات إضافة إلى انقطاع مياه الري منذ أكثر من 4 أشهر من الآن.
عمر بن للاهم، شاب تونس إختار مجال الإستثمار الفلاحي رغم حصوله على شهادة الهندسة في اختصاص مغاير.
بحب لهذه الأرض المتوارثة عن الأجداد، عمل عمر جاهدا على تطوير الزراعات الكبرى في حقوله لكنه صدم من مرارة الظروف.
بأسف روى لأخبار الآن عن خسارته لأكثر من 80 رأسا من الماشية ، حيث اضطر لبيعها وأصبح الاسطبل فارغا كليا.
أزمة المناخ وندرة الأمطار في تونس أثرت أيضا على منسوب المياه في السدود وعلى وفرة القمح الصلب الذي بات من أكبر مشاغل الدول بسبب الحرب على أوكرانيا.
يحاول عمر جاهدا النجاح في استثماره الفلاحي، لكنه يظن أنه غير قادر على الصمود ويهاجر لدولة أجنبية لتغيير مسار حياته في حال تواصل الوضع على ما هو عليه.