أكبر موسم للفروسية التقليدية بالمغرب شهد فعاليات عديدة بعد توقفه لسنتين
- ينظم موسم مولاي عبد الله في المغرب فعالياته منذ مئات السنين احتفاء بالولي الصالح مولاي عبد الله أمغار.
- تضم فعاليات الموسم أنشطة دينية وفكرية وثقافية وترفيهية بمختلف فضاؤات الموسم.
يعتبر موسم مولاي عبد الله واحداً من أهم التظاهرات الدينية والثقافية على الصعيد الوطني. ينظم منذ مئات السنين برباط تيط في المغرب -مركز مولاي عبد الله حالياً- من طرف قبائل دكالة، احتفاء بالولي الصالح مولاي عبد الله أمغار.
وتتوزع المظاهر الاحتفالية للموسم، بين الأنشطة الدينية بضريح الولي الصالح والمسجد التابع له، والأنشطة الفكرية والثقافية و الترفيهية بمختلف فضاءات الموسم. ويتميز باستمرار أنشطته، فإن كان النهار يخصص لألعاب الفروسية والصيد بالصقور فإن الليل يخصص لحفلات فنية شعبية وتراث الحلقة.
بعد سنتين من التوقف، جراء تبعات فيروس كورونا، شهدت جماعة مولاي عبد الله تنظيم الموسم السنوي المعروف وطنياً ودولياً بموسم “مولاي عبد الله أمغار”، وذلك خلال الفترة الممتدة بين 05 و12 غشت/أغسطس الجاري (2022)، تحت شعار “ولع متجدد ومتواصل مع التراث”.
ويشكل موسم هذه السنة حدثاً هاماً، كونه المرتكز الأساسي المعول عليه لخلق الإنتعاشة الضرورية، في السياحة الداخلية بإقليم الجديدة الذي يعتبر الأقاليم الأكثر شهرة بسياحة المواسم.
التقى مراسل عيش الآن في المغرب، رئيس اللجنة المنظم، مولاي المهدي الفاطمي، والذي أكد أن توقف الموسم لسنتين، أثر على الولع التاريخي الذي يربط قبائل دكالة بزوار الموسم من داخل المغرب وخارجه.
واستدرك قائلاً “نسخة 2022 من دون شك مناسبة لترسيخ ذلك الولع، الذي أكسبته السنين مناعة تاريخية”.
وأضاف، “فعلى امتداد أسبوع كامل تجدد الموعد، مع أنشطة الفروسية التقليدية المزهوة بتصنيفها تراثاً لا مادياً من طرف منظمة اليونيسكو، وكان الموسم كعادته فرصة للخيالة لاستنشاق رائحة البارود التي افتقدوها منذ مارس 2020، وخلق جو من الفرجة في أكبر تجمع للفروسية التقليدية بالمغرب”.
وفي ما يتعلق بعدد المشاركين، قال الفاطمي “إن الموسم شهد مشاركة أكثر من 2000 فارس من مختلف جهات المملكة، الشيء الذي أضاف لمسة من الحماس خاصة. كما شهد الموسم عروض الصيد بالصقور الذي يعرف به الشرفاء القواسم والذي له امتدادات مشتركة مع قبائل عريقة بالمشرق العربي”.
وأكمل أنه “كالعادة، فإن هناك مزاوجة بين أنشطة دينية من دروس وعظ وإرشاد، وتلاوة سلك القرآن الكريم، تكريماً للولي الصالح مولاي عبد الله أمغار العالم المجدد، وبين أنشطة فرجة وترويح عن نفوس في إطار سهرات مع ألمع نجوم الأغنية الشعبية”.
وفبخصوص الجانب الإقتصادي للموسم، قال الفاطمي إن توقف الموسم لسنتين شكل فرصة لاستقطاب عدد مهم من الزوار مما تجاوز 2 مليون زائر، فضلاً عن نصب ما يقارب 22 ألف خيمة، وهو ما ساهم في خلق نشاط اقتصادي متميز، ضخ نفساً قوياً في حركة البيع والشراء وعدد من المهن والحرف، وخلق فرص عمل كثيرة قبل أثناء التئام الموسم.
تجدر الإشارة إلى أن منطقة تيط تقع على الساحل الأطلسي بمنطقة دكالة، بعيداً عن مدينة الجديدة بحوالي عشر كلم على الطريق الساحلي المؤدي للوليدية، وتعرف اليوم تيط بمركز مولاي عبد الله، وتعتبر هذه الحاضرة من المراكز العمرانية القديمة بالمغرب.