صرح مستشار الرئيس الجزائري المكلّف الأرشيف والذاكرة عبد المجيد الشيخي الأحد أن فرنسا نشرت الأمية خلال استعمارها الجزائر، بحسب صحف محلية.
وجاء تصريح الشيخي عقب طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من المؤرخ الفرنسي بنجامان ستورا والذي يعتبر الشيخي نظيره، تقريرا حول سبل مصالحة الذاكرة بين البلدين.
يأتي ذلك تزامنا مع اقتراب الذكرى الستين لاستقلال الجزائر (1962)، حيث التزم الرئيس الفرنسي في الأشهر الأخيرة سلسلة إجراءات “رمزية” بهدف “مصالحة الذاكرة” بين البلدين.
وقال المسؤول مستشهدا بمؤرخين لم يسمهم إن “الجزائر في 1830 (…) كانت نسبة الأمية بها لا تتجاوز 20 بالمئة”. وتابع الشيخي أنه “بعد 30 سنة (من بدء الاستعمار) قُضي على المتعلمين” وجاء ذلك ضمن “مواكبة عملية السلب والنهب، وهي عملية مسخٍ”.
واقترح تقرير بنجامان ستورا الذي رفعه إلى ماكرون في كانون الثاني/يناير مجموعة من التدابير في هذا الصدد، لكنّ التقرير لقي استقبالا فاترا في الجزائر.
من جهته اعتبر عبد المجيد الشيخي أن الوثيقة “تقرير فرنسي – فرنسي ولا يعني الجزائر في شيء”، وأنه لم يسلم إلى الجزائر بشكل رسمي وبالتالي “لا يتطلب منا الإجابة أو الرد”.
في المقابل،صرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مقابلة مع صحيفة “لوفيغارو” الأحد أن الرغبة في مصالحة الذاكرة بين الفرنسيين والجزائريين “مشتركة بشكل كبير” رغم “بعض الرفض” في الجزائر.
أضاف ماكرون “أعتقد (…) أن هذه الرغبة مشتركة بشكل كبير، خاصة مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون. صحيح أن عليه أن يأخذ في الحسبان بعض الرفض”.
ووصف ماكرون” تصريح وزير العمل الجزائري الهاشمي جعبوب حيث قال إن فرنسا هي العدوة التقليدية والدائمة للجزائر, بـ”غير المقبول”.
يذكر أن المدير العام للأرشيف الوطني الجزائري نفى تكليفه كتابة تقرير جزائري حول المسألة، وفق ما نقل الإعلام المحلي.
أما في ما يتعلق بالنقاشات مع فرنسا حول ملف الذاكرة، فأوضح المسؤول أن “جائحة كورونا عطلت هذه المفاوضات”.