نجح المشروع التعليمي الافتراضي الذي مَوّله صندوق “تمكين الفتيات” التابع لــ مؤسسة القلب الكبير ، المؤسسة الإنسانية العالمية المعنية بمساعدة اللاجئين والمحتاجين حول العالم، بدعم من مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة وبالتعاون مع “صندوق ملالا”، في الوصول إلى 65 ألف طالبة في خمس ولايات نيجيرية، حيث استهدف المشروع إتاحة التعليم للطالبات اللاتي يعانين من صعوبة الالتحاق بالمدرسة لأسباب اقتصادية أو نتيجةً للظروف التي أفرزتها جائحة (كوفيد 19).
وقدمت مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة منحة مالية من صندوق “نماء” التابع لها والمخصص لدعم المشاريع التنموية للنساء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا، إلى صندوق “تمكين الفتيات” التابع لمؤسسة القلب الكبير٬ بلغت 57،781 دولار أمريكي بهدف إطلاق مشروع تعليمي للمراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية عبر بث إذاعي في المدن النيجيرية، وفرت من خلاله حصصاً دراسية في مختلف الحقول المعرفيّة والإبداعيّة، وتولى تنفيذه الجمعية الخيرية ACE )).
وتضمن المشروع مجموعة من دروس اللغة، والعلوم، والتكنولوجيا، والهندسة، والرياضيات، كما اشتمل على حصص لتثقيف الطالبات بأهمية الممارسات الصحية الواعية ودورها في مكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد، وجاء إنتاج المحتوى التعليمي للمشروع بشكل خاص بما يغطي المواد الدراسية الأساسية التي تحتاجها الطالبات ضمن مستوياتهن التعليمية، حيث تم ترجمتها وبثها على المحطات والقنوات الإذاعية المحلية في الولايات الخمس في نيجيريا بخمس لهجات محلية وهي، آبوجا وكادونا وكانو وبورنو وآداماوا، كما حرصت القنوات الإذاعية على بث الأناشيد لتشجع المزيد من الأطفال على متابعة الفقرات التعليمية.
ويستند المشروع على دراسات حالات وتقارير صادرة عن “صندوق ملالا”، توضح أن ثلثي الأطفال في الشمال النيجيري أميون، ويشكّل عدد الأطفال غير القادرين على التعليم المدرسي في نيجيريا، -وفق إحصائيات “منظمة الأمم المتحدة للطفولة” (اليونيسيف)- خمس إجمالي عدد الأطفال المحرومين من التعليم في العالم، وأدى انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) إلى مضاعفة آثار هذه الأزمة.
وأكدت مريم الحمادي، مدير مؤسسة القلب الكبير: “على الرغم من التحديات التي واجهتها الكثير من المجتمعات وأنظمة التعليم حول العالم نتيجة انتشار فايروس كورونا المستجد والظروف الاقتصادية الصعبة التي رافقت الجائحة وحالت دون التحاق الطالبات في نيجيريبا بالمدارس ومواصلة التعليم، تمكنت (القلب الكبير) في إطار جهودها لدعم مساعي المجتمعات والحكومات لتجاوز هذه التحديات بالتعاون مع الجهات والمؤسسات المحلية والعالمية على إيجاد بدائل للتعليم تتناسب مع ظروف واحتياجات أوسع شريحة ممكنة من الطلبة بشكل عام ومن الطالبات في المراحل الأساسية والابتدائية بشكل خاص، واستطعنا أن نوفر التعليم عبر البث الإذاعي وكانت النتائج مميزة”.
بدورها قالت ريم بن كرم مدير مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة أن مشروع توفير التعليم للفتيات في نيجيريا عبر البث الإذاعي يترجم أهداف نماء بتمكين الفتيات والنساء من اكتساب المعارف والعلوم ليساهمن في تنمية مجتمعاتهن ورفدها بالكوادر البشرية المؤهلة القادرة على دعم مسيرة التنمية الشاملة.
وقالت بن كرم: “تحرص مؤسسة نماء على دعم الفتيات في العديد من المجتمعات حول العالم إيماناً منها بأن مسيرة الارتقاء بالمرأة هي مسيرة ذات طابع عالمي إنساني لا تحدها الجغرافيا، فالمساعي العالمية نحو مستقبل مستدام ومزدهر تتطلب حشد كافة العوامل التنموية وفي مقدمتها الارتقاء بدور المرأة لتكون عاملاً رئيساً في مسيرة التغيير الإيجابي”.
بدورها قالت ملالا يوسفزاي: “في أزمة مثل COVID-19، تكون الفتيات والشابات أول من يُخرج من المدرسة وآخر من يعود إليها”.
وكانت مؤسسة القلب الكبير وصندوق ملالا قد تعاونتا سابقًا في عام 2018 لإنشاء مشروع تعلمي بقيمة 700 ألف دولار أمريكي، قادر على استضافة 1000 فتاة، ويعد الأول من نوعه في وادي سوات في باكستان.
وكشفت مؤسسة ملالا في تقرير صادر عنها، أن الفتيات يمثلن 60٪ من 10 ملايين طفل خارج المدرسة في نيجيريا، ووفقاً لمنظمة اليونيسف يوجد واحد من كل خمسة أطفال خارج المدرسة في نيجيريا، وأكدت المؤسسة أن ظهور Covid-19 أدى إلى تفاقم التحديات المتمثلة في إبقاء الأطفال يتعلمون في بلد لا تشجع فيه الحواجز الاقتصادية والأعراف الاجتماعية والثقافية على الالتحاق بالتعليم الرسمي، وخاصة بالنسبة للفتيات.