دبي،15 ديسمبر،2013، آسية عبد الرحمن، أخبار الآن – 

هذا التدخل الذي أصبح في رأي البعض احتلالا للأراضي السورية، وإدارة مكشوفة للسياسة اللبنانية، وطمعا فاضحا في البحرين.الحرس الثوري تفرغ لإدارة الصراع في سوريا، أصبحت الطائرات التي تقله ذهابا وإيابا ، فعلا روتينيا. سوريا بالنسبة لهم ، ملكا لهم ، يتصرفون فيها كيف ما شاؤوا ، لا رادع لهم، فالنظام السوري ، يصادق على هذا الاحتلال ، طمعا في حماية الإيرانيين له، وحرصا على بقائه في السلطة، حتى وهو يعرف أنه لم يعد الحاكم الفعلي، فهو يدرك أن شأن ما تبقى من أراضيه تحت سلطته يدار من طرف طهران ، وموسكو، ولكن فليكن !

المهم أن لا يدار من “سوريين”.في لبنان،لا يختلف الأمر كثيرا بالنسبة للإرانيين، فعلى أرض هذه البلاد يأخذون راحتهم، ولديهم “ربيبهم” وصنيعتهم: حزب الله، ذراعهم الذي ما فتئوا يقوونه، بالعتاد والعدة، ليضربوا به متى شاؤوا واين شاؤوا. لا يخجل الامين العام لحزب الله حسن نصر الله من المجاهرة بولائه المطلق لطهران، بل يفاخر ويعتز بذلك، يفخر بانتمائه لإيران ،وينسى أن هذا الانتماء يسحب منه انتماؤه لبلده: لبنان، ويجعله مذموما من أبناء وطنه، حتى ولو بعد حين .

فالتاريخ له بالمرصاد.تغلغل الوجود الإيراني في البحرين ،ومحاولة طهران توسيع نفوذها في الجارة الخليجية ، يعكس حجم الطمع الفاضح للإيرانيين، بل إن المسؤولين الإيرانيين بلغت بهم الجرأة أحيانا حد إعلان البحرين محافظة إيرانية.لكن البحرينيين الغيوريين على بلدهم يقفون عقبة في وجه الأطماع الايرانية، كما أن المملكة العربية السعودية تساهم بكل قوتها في دعم وتقوية الوحدة البحرينية ، وإبقاء البحرين بلدا قويا يستعصي على التدخلات الإيرانية.

إذن المطامع الإيرانية لا تنتهي، وازدواجيتها السياسة بادية للعيان، مما يثبت كذب طهران السايسي المستمر، عندما تدعي احترام الجيران وعدم تدخلها في شؤون أي بلد.السياسة الإيرانية ثابتة مهما تغير الرؤساء ، هو نظام يحكمه، بيد من حديد، المرشد الأعلى في إيران.في مقال له تحت عنوان: ” هل تغيرت إيران؟”، يقول الأمير  تركي بن فيصل آل سعود، المدير العام سابقا  للمخابرات العامة السعودية: 

“السؤال الرئيسي الآن هو ما إذا كان روحاني جديراً بالثقة؛ لقد رحب العاهل السعودي الملك عبدالله بانتخاب روحاني وتمنى له التوفيق، على أمل أن يسمح له هذا بالإفلات من براثن حاشية المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي المتطرفة والحرس الثوري.لكن قوى الظلام في إيران راسخة، ولا يزال إرث طموحات الخميني التوسعية قوياً كأي وقت مضى، حتى إذا كانت نوايا روحاني صادقة فإن جهوده، كتلك التي بذلها الزعيمان الإصلاحيان السابقان محمد خاتمي وأكبر هاشمي رافسنجاني، قد تُحبَط بفعل الأيديولوجية المتشددة التي لا تزال تهيمن على طهران، ونحن على استعداد للتعامل مع أي من الاحتمالين، وينبغي للعالم أيضاً أن يكون مستعدا”.