أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من ١٢ إلى ١٨ ديسمبر ٢٠٢٢.في العناوين:
- نساء القاعدة لداعش: عجزتم عن صيانة نسائكم
- دفنة بيرق جهادية في مرتبة ”قيادية“ لم تقل كل الحقيقة عن داعش
- مراجعات دفنة في الميزان. كيف تنصلت الجهادية زوجة العميل الثلاثي هُمام البلوي من داعش وتطلب اليوم النجاة.
- مع انتهاء مونديال كأس العالم، داعش والجهل يتهددان المسلمين والعالم يعتذر
- وهل تحضر هيئة تحرير الشام للانسلاخ عن تركيا؟
ى
نتحدث هذا الأسبوع إلى الباحثتين: من تونس مُنية العرفاوي الصحفية الاستقصائية، شاركت في تأليف كتاب ”النساء والإرهاب: دراسة جندرية“ بالشراكة مع الدكتورة أمل قرامي.
ومن المغرب، أمينة الرفاعي، الباحثة في مكافحة التطرف في جامعة مولاي اسماعيل في مكناس.
جهاديات داعش = القاعدة
صدر في ديسمبر العدد ٢٧ من مجلة ”ابنة الإسلام“ التي تنشرها مؤسسة بيت المقدس قاعدية الهوى والتي يرعاها أبي قتادة الفلسطيني.
لفت في المجلة مقال طويل كتبته حنين الماجد بعنوان ”حفظ النساء من دعوات المبتدعة“ تعليقاً على خبر العثور على جثتي فتاتين مقطوعتي الرأس في مخيم لداعش في سوريا في نوفمبر الماضي.
المقال يهاجم نساء داعش وقيادته. تقول الماجد: ”أكثر جماعة استهانت بأعراض المسلمين وأوغلت في استقطاب النساء وتوظيفهن في خطابها الدعائي هي جماعة تنظيم الدولة وفي الوقت نفسه كانت أفشل جماعة عجزت عن صيانة نسائها من الوقوع في يد الملاحدة والمرتدين.“
تضيف: ”المطلع على تاريخ النشاط النسائي في الحركة الجهادية يدرك جيداً أن ما أحدثه تنظيم الدولة كان يعد سابقة مفجعة لم يسبقه لها أحد ولا جماعة فأعراض المسلمات كانت خطاً أحمر عند قيادات الجهاد وإقحام المرأة في قضايا التجنيد والاستقطاب لم يكن يجيزه علماء الجهاد خشية على أعراض المسلمين وفتح الباب أمام الاستخبارات والقوات الأمريكية في استباحة أعراض كل مسلمات.“
وتنتهي الماجد إلى أن ”رجالاً يدّعون تطبيق (ال) شريعة … فشلوا في تطبيقه في مساحة بيوتهم فظلموا النساء والأبناء وتعدوا (ال)حدود … كيف يُستأمن من لم يحفظ حق أسرة على حق أمة؟“
نقرأ ما كتبت الماجد ونتذكر أن نساء الجهاديين ”هاجرن“ مع أزواجهن منذ أيام أسامة بن لادن وقبل ذلك منذ أيام عبدالله عزام. ومقابل تشرد نساء داعش في مخيمات الهول وروج التي تديرها قوات قسد، ثمة عدد غير معلوم من النساء والأطفال قتلوا وتقطعت بهم السبل على الحدود بين باكستان وأفغانستان وفي إيران بعد سقوط طالبان الأول في ٢٠٠١/ ٢٠٠٢ بعد هجمات سبتمبر.
ثم إن أبا مصعب الزرقاوي وكان قاعدياً وقتئذ هو من بدأ تقليد استخدام النساء في القتال كانتحاريات.
ولا ننسى جماعة بوكو حرام في نيجيريا التي ما انفكت تستغل النساء والأطفال والطفلات في الهجمات الانتحارية حتى عندما كانت مبايعة للقاعدة.
ونحن إذ نستذكر هذه الشواهد نسأل: هل القاعدة مؤتمنون على النساء أكثر من داعش؟!
في أرشيف أخبار الآن سلسلة بعنوان ”القاعدة المهجورة“ وفيها قصص نساء وعائلات القاعدة اللواتي تُركن وحيدات.
وبعد قليل نسلط الضوء على مقابلة أجراها فريق أخبار الآن مع دفنة بيرق، الجهادية الداعشية المخضرمة زوجة العميل الثلاثي هُمام البلوي مفجر خوست: دور دفنة في تدعيم تنظيم داعش؛ وكيف تتنصل منه اليوم.
داعش واستغلال مظلمة الإيغور
قدم داعش تفاصيل أخرى حول الهجوم الذي استهدف فندقاً صينياً في العاصمة الأفغانية كابول في ١٢ ديسمبر.
صحيفة التنظيم الأسبوعية النبأ في عددها رقم ٣٦٩ الصادر الخميس ١٥ ديسمبر قالت إن المهاجمين – لا مهاجمين اثنين وحسب – نزلوا في الفندق بهويات مزورة قبل تنفيذ الهجوم.
كان ظهر مهاجمان وهما يعلنان البيعة لخليفة داعش المزعوم الجديد. لفت المحيط الذي ظهرا فيه. وهنا استنتج الصحفي في BBC Monitoring بول براون أن الأثاث الظاهر هو فعلاً أثاث الفندق كما يبدو في موقع booking للحجوزات الفندقية عبر العالم.
الأهم أن داعش يقول إن الهجوم جاء انتقاماً لمسلمي الصين الإيغور. وهنا تلفت مينا اللامي الصحفية في BBC Monitoring أيضاً أن ”هذا الهجوم كان فرصة وحسب حيث أن مأساة الإيغور نادراً ما تظهر في إعلانات داعش الرسمية.“
صراع القاعدة وداعش في الساحل
كثف داعش هذا الأسبوع تغطية ”المعارك“ التي جرت بين عناصره والقاعدة في منطقة الساحل وتحديداً شمال مالي.
الأخبار الواردة عبر معرفات داعش الرسمية قالت إنهم قتلوا أكثر من ١٠٠ عنصر من القاعدة التي يصفونها ب“المرتدين.“ يمثل القاعدة في الساحل تحالف نصرة الإسلام والمسلمين بزعامة إياد أغ غالي.
في الجهة الأخرى، نشر أنصار القاعدة تسجيلاً مرئياً وصفوه بـ ”غير الرسمي“ وإن نسبوه إلى الزلاقة الذراع الإعلامية لنصرة الإسلام والمسلمين.
في الفيديو، يسجل أنصار القاعدة ما قالوا انه انتصار لهم هم على داعش ويقولون إنهم قتلوا منهم أكثر من ٧٠ رجلاً.
أنصار داعش استغربوا أن يُنشر الفيديو بشكل ”غير رسمي.“ وصفوا الفيديو ”بالفلم الهندي“ ووصفوا القاعدة بأنها: ”منفلتة“ وبالتالي لا تؤتمن على ”العباد.“
الاقتتال بين داعش والقاعدة في شمال شرق مالي احتدم في أكتوبر ونوفمبر الماضيين. ضحية هذا الاقتتال، الذي يتورط فيه أيضاً فاغنر الروس والقوات الحكومية، هم الماليون الذين يعانون الفقر والجفاف.
الصحفية في BBC Monitoring مينا اللامي لفتت إلى ”خطر الجهاديين“ في المنطقة متمثلاً في ”تشرذمهم“ إذ أن كل جماعة ”عاقدة العزم على أن تمحو الأخرى.“
كما لفتت اللامي إلى تغير في سلوك إعلام الزلاقة. تقول: ”خلال اليومين الماضيين، استعرضت كل جماعة صور جثث الأخرى. وبينما هذا سلوك متوقع من داعش بعد اشتباكات مع القاعدة، إلا أنه غير معهود في إعلام القاعدة التي غالباً ما تنصح أفرعها بتجنب نشر المشاهد البشعة.“
بين مجهول الهوية ومجهول المصير
مرت خمسة أشهر تقريباً على إعلان أمريكا قتل زعيم تنظيم القاعدة الدكتور أيمن الظواهري في كابول في اليوم الأخير من يوليو ٢٠٢٢. التنظيم لا يزال صامتاً حول مصيره حياً كان أم ميتاً.
وهذا سؤال مطروح في مجموعات أنصار القاعدة على التلغرام؛ إذ لا ينفكون يحاولون الرد على داعش. المهم أن السؤال مطروح.
لفت منشور يقول: ”هناك سؤال يتكرر في كل وقت عند الدواعش … لماذا لا تعلنوا عن زعيمكم الجديد؟ أنتم الآن تقاتلون بدون أمير؟ … ربما يوجد صراعات داخلية؟“
الدواعش يذكرون أيضاً سيف العدل بالنظر إلى إشكالية الرجل باعتبار علاقته الإيرانية وأنه المرشح الأبرز لخلافة الظواهري.
يرد كاتب المنشور: ”الجواب بكل بساطة … إن تنظيم القاعدة لم يعلن الخلافة والإمامة العظمى ويفتئت على الأمة علشان يكشف عن مصير الدكتور أيمن الظواهري.“
ويضيف: ”أنتم لا تسألون عن مصير الدكتور أيمن الظواهري حباً فيه أو في تنظيم القاعدة؛ بل تريدون أي خبر من أجل توريط طالبان فقط.“
صدق كاتب المنشور. مصير الظواهري يخص تنظيم القاعدة. لكن كما أن أنصار القاعدة ينتقدون داعش وخليفتهم مجهول الهوية، كذلك أنصار داعش ينتقدون القاعدة وأميرهم مجهول المصير.
وأخطأ كاتب المنشور، فالجواب ليس بسيطاً. بعيداً عن المسألة الفقهية المتعلقة بالإمامة العظمى، قد يسأل سائل: وماذا عن البيعة لأمير؟ أسامة بن لادن وبعده الظواهري بايعا طالبان؟ وكذلك أمراء القاعدة بايعوا بن لادن والظواهري؟ أليس ثمة قيمة للبيعة؟ هل ثمة بيعة تجمع مقاتلي نصرة الإسلام والمسلمين مثلاً بزعيمهم إياد أغ غالي الذي أعلن البيعة للقاعدة ممثلة بعبدالملك دروكدال الزعيم السابق للقاعدة في المغرب الإسلامي والذي بدوره بايع الظواهري؟
وعلى ذلك قس بالنسبة للأفرع الأخرى التي فيها مقاتلون يتقاضون رواتب ويأتمرون بأوامر أمراء في أمورهم القتالية والحياتية هم وأسرهم.
مسألة أخرى لافتة في المنشور هي ”توريط طالبان.“ ومرة أخرى قد يسأل سائل: إن كان الظواهري حي، أليس حرياً بالتنظيم الإعلان عن ذلك لتخفيف الضغط على طالبان وإحراج أمريكا؟
في المحصلة، تأخير الإعلان عن مصير الظواهري إن كان حياً خطأ استراتيجي؛ وإن كان ميتاً فهو مؤشر على نضوب القيادات وربما خلافات داخلية.
هتش وتركيا
على خلفية أنباء عن تقارب سوري تركي برعاية روسية، لفت هذا الأسبوع أمران في هيئة تحرير الشام التي تسعى إلى تعزيز وجودها في أدلب وما بعد إدلب شمالاً.
أولاً، احتفت الهيئة بعملية انغماسية ضد قوات النظام السوري في ريف حلب الغربي. لكن معارضي الهيئة علقوا بأنها ”مكياج يستر الواقع المظلم؛“ ومسرحية كما أشار حساب المحامي عصام خطيب الذي كتب سيناريو فيه يقول أحد الهيئة: ”معلم أمورنا لايصة هاليومين ومضطرين نعمل عملية انغماسية نمشي حالنا فيها هالفترة.“
ثانياً، تحدث القيادي الأبرز في الهيئة عبدالرحيم عطون أبو عبدالله الشامي عن علاقة الهيئة بتركيا. هو ينتقد تركيا ولكن بالقدر الذي لا يقطع حبل الود. في نفس الوقت، يستثمر ما قد يصدر عن تركيا في استقطاب الدعم لمشروع الهيئة بالسيطرة على كل المناطق الخارجة عن سيطرة النظام في أدلب وحلب وحتى اعزاز.
في منشور طويل بعنوان ”نحن (الثورة) وتركيا والنظام،“ يقول: ”هذه اللقاءات سواء كانت للاستهلاك الإعلامي، أو لتمرير مرحلة، أو مثّلت توجهًا لدى القيادة التركية، فعلينا أن نعلم أن تركيا -من الأساس- لا تتحرك إلا وفق مصالحها الوطنية والقومية، كما بقية الدول.“
ويضيف: ”تتقاطع بعض مصالح تركيا مع الثورة نعم، ولكن لدى تركيا مصالح مع روسيا، وأخرى مع إيران، وثالثة مع الغرب الأوروبي والأمريكي، ورابعة مع المحيط العربي، وخامسة وسادسة… كما لديها مصالحها الداخلية.“
وعليه ”فليتحرك التركي وفق ما يرى من مصالح، ولنتحرك نحن جميعًا وفق مصالح وأولويات ثورتنا … لا أقول هذا لجماعة أو تنظيم معيّن، بل لعموم قوى الثورة، كموقف عمليٍ يمكننا الانطلاق منه إزاء ما يمكن أن يصدر عن تركيا.“
اقتصاد هتش
نشر مركز جسور للدراسات تقريراً بعنوان ”موارد هيئة تحرير الشام: التقديرات الراهنة والآفاق المستقبلية“ قام عليه الباحث خالد التركاوي مستنداً إلى مقابلات ومقالات.
البحث مهم لأنه يربط موارد الهيئة ونفقاتها المتوقعة مع خططها التوسع شمالاً كما حدث في أكتوبر الماضي.
في المقدمة، يكتب التركاوي:”تُعدّ هيئة تحرير الشام نموذجاً فريداً في كسب الموارد.“ ويستعرض سلوكها المالي مذ كانت جبهة النصرة.
يلفت في حساب الموارد تقدير ما تجنيه الهيئة من الاستثمار في المحروقات مثلاً بأنه يصل إلى ٣،٥ مليون (ثلاثة ملايين ونصف المليون دولار سنوياً.“ يُضاف إليها ٥ ملايين سنوية من الاستثمارات وتنمية الأموال. في المقابل، يلفت التقرير إلى أن إنفاق الهيئة يصل إلى ٣٠ ميلون دولار سنوياً.
وعليه، يخلص التقرير إلى أنه وبالنظر إلى تصنيف الهيئة على قوائم الإرهاب وعدم إمكانية استقطاب دعم مالي دولي، فإن ”النفقات التي تتكبدها (الهيئة) بالكاد يتم تغطيتها من هذه الموارد، مما يجعلها تفكر بجمع موارد من خارج مناطق سيطرتها، وهو ما يفسر الهجوَم الذي قامت به على عفرين أواخر تشرين الأول/ أكتوبر ٢٠٢٢.“
ألمانيا المغرب داعش
قدم تلفزيون (Welt) الألماني اعتذاراً لجمهور المغرب بعد تعليق وُصف بالعنصري على صورة ظهر فيها لاعبو المنتخب وهم يرفعون السبابة أو الشاهد.
ضمن فقرة للتعليق على فوز المغرب على البرتغال، ساوى المُعلّق بين هذا السلوك وسلوك داعش اذ يظهرون في إصداراتهم وهم يرفعون السبابة بعد نهب أو نحر.
الباحث في الجماعات الجهادية أرون زين علق: ”عندما يكون داعش هو مرجعيتك عن الدين، للأسف هذا ما يحدث عند معظم الغرب.“
شتاء إدلب
دشنت هيئة تحرير الشام في أدلب حملة ”دفء الشتا“ء لإغاثة النازحين في المناطق التي تحكمها. زعيم الهيئة أبو محمد الجولاني نفسه قام على الحملة في حفل افتتاح حضره مسؤولو الجماعة.
معارضون مثل حساب أبو هادي علّق: ”كنت قبل قليل في معبر باب الهوى الحدودي فرأيت رتل من الشاحنات الاغاثية تحت اسم “دفئ الشتاء” مقدمة من الداخل الفلسطيني للنازحين السوريين (هكذا مكتوب على اللافتات) فهل اغاثات اهل فلسطين جزاهم الله خيرا لها علاقة بحملة … الجولاني التي بنفس الاسم؟“
حساب مزمجر الثورة السورية عرض مقتطفاً من تدشين حملة ”دفء الشتاء“ ووازاها مستهزئاً بـ ”حملة دفنكم واجبنا“ وعرض صوراً لمبان عالية مزدانة بأضواء ملونة بعنوان: مولات وقصور الأمراء، مقابل صور خيام ونازحين غرقوا في الوحل بعنوان: شعب الثورة.