أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من ٢٨ نوفمبر إلى ٤ ديسمبر ٢٠٢٢. إلى العناوين:
- زعامة داعش تنتقل إلى جيل جديد بلا تاريخ أو مؤهلات شرعية
- أنصار داعش والقاعدة يتلاسنون: بيعتكم لمجهول؛ بيعتكم لميت!
- سلاح إسرائيلي وإيراني في ترسانة داعش إفريقيا
وضيف الأسبوع، الأستاذ سعيد بكران الباحث والسياسي اليمني. يحدثنا عن النزاعات القبلية داخل تنظيم القاعدة في اليمن وعن أزمة الثقة بين التنظيم والقبائل السنية.
زعامة داعش الافتراضية
سواء أكان أبا الحسن أم الحسين، داعش يختار خلفاءه المزعومين من بورصة أسماء مجاهيل في عالم افتراضي بلا تاريخ أو مؤهلات.
هل هذا مهم؟ يُفترض أن يكون مهماً عند أنصار التنظيم الذين يظنون أنهم المختارون الاوصياء على دين العباد ودنياهم. يُفترض أن يكون مهماً عن أنصار التنظيم الذين يتمسكون بأدبيات: الدولة، والخلافة، والخليفة، والحاكمية، والحدود، والتمكين. ولأنهم درسوا على شيخ واحد، أنصار القاعدة ليسوا بعيدين عن هذا التخبط. فيما يلي الخلاصة.
من النهاية
بعد ساعات على إعلان داعش قتل خليفته المزعوم أبي الحسن الهاشمي القرشي ومبايعة أبي الحسين الحسيني القرشي، نشر موقع القيادة الأمريكية المركزية سنتكوم أن أبا الحسن الهاشمي القرشي قُتل ”في منتصف أكتوبر“ وأن ”الجيش السوري الحر في محافظة درعا (جنوب) سوريا“ نفذ العملية.
لم يقدم البيان تفاصيل أخرى؛ تماماً كما أن إعلان داعش لم يقدم تفاصيل عن مكان أو زمان قتل خليفته المزعوم. عليه من هو ”القيادي“ الداعشي الذي قُتل في درعا في منتصف أكتوبر؟ ومن المسؤول عن قتله؟
أكتوبر درعا
في أكتوبر، بدأت حملة في جاسم شمال غرب درعا ضد خلايا داعش. أكثر من طرف شارك في الحملة: كانت هناك فصائل سابقة كانت في الجيش السوري الحر (قبل تسويات ٢٠١٨)، وفصائل تدعمها روسيا (الفيلق الثامن)، وبالطبع قوات النظام السوري؛ وحتى قيل إن فصيلاً تابعاً لهيئة تحرير الشام كان هناك أيضاً. الحملة بهدف طرد داعش من جاسم وصلت ذروتها في منتصف الشهر. ويبدو أنها حققت أهدافها. في ١٥ أكتوبر، نشر موقع (أثر بريس) التابع للنظام السوري أن ”سيف بغداد“ كان من أبرز قتلى متزعمي داعش في جاسم. ونشروا له صورة.
في ١٨ أكتوبر، نشر حساب قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي أن ”ثوار منطقة جاسم“ قتلوا قائد تنظيم داعش في الجنوب السوري وهو عبدالرحمن العراقي المعروف بـ ”سيف بغداد.“
سيف بغداد=أبو الحسن
نحرص على متابعة حساب قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي لأنه ينشر وثائق وأخبار من داخل التنظيم تظهر فساد قيادة التنظيم وخباياه. وكان لهذا الحساب دور كبير في تحديد هوية أبي الحسن أو سيف بغداد.
في ١٨ أكتوبر، نقل الحساب أن سيف بغداد: ”عراقي الجنسية من الأنبار، منطقة راوة تحديداً.“ وزاد أن الرجل ”جاهل من الغلاة المتعطشين للدماء ومن المقربين جداً من قادة الصف الأول في التنظيم.“
وهكذا وبالنظر إلى إعلان السنتكوم وإعلان داعش، استدل الحساب على أن سيف بغداد الذي قُتل في منتصف أكتوبر في درعا هو أبو الحسن الهاشمي القرشي.
في الأيام التالية، وردت أكثر من معلومة عن سيف بغداد. حساب قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي ذكر أن اسمه الحقيقي هو نورالدين عبدالله مطني عساف الراوي.
الصحفي وائل عصام نقل أن الرجل انضمّ إلى النسخة الأولى من داعش في ٢٠٠٥. وتولى لاحقاً ”إدارة ولاية بغداد،“ ثم انتقل إلى البوكمال في ٢٠١٤. لا شيئ بعد هذا التاريخ.
ثم نجد معلومات في حساب قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي ابتداء من أيار ٢٠١٨ عندما خرج الرجل من مخيم اليرموك في دمشق ”على متن باصات مكيفة بعد الصفقة التي أبرمها التنظيم مع الجيش السوري وشبيحته … وفي الجنوب السوري، عُين سيف بغداد نائب والي ولاية حوران وبعدها والي حوران ومن ثم والي الجنوب.“
يستغرب الحساب كيف أنه ”بين ليلة وضحاها“ أُعلن الرجل ”خليفة“ بموجب وصية من عبدالله قرداش الذي يُعتقد أنه أبو إبراهيم الهاشمي القرشي الذي قُتل في إنزال أمريكي في أطمة في فبراير الماضي.
فالرجل ”لم يكن من قيادات الصف الأول ولم يشغل قط أي منصب في مجلس الشورى ولا في اللجنة المفوضة، بل ولم يكن موجوداً أصلاً في أي من الولايات المهمة للتنظيم (الرقة، البركة، الخير، نينوى).“
وهكذا يخلص الحساب إلى أن إعلان الرجل خليفة كان دليل ”استنزاف“ لقيادات الصف الأول؛ و“مؤشر حقيقي على مؤهلات وقدرات الخليفة الجديد.“ ويقول: ”فإذا كان الفاشل عبد الرحمن العراقي هو خيرة القوم وهو من أوصى به عبد الله قرداش (الخليفة أبو إبراهيم)، فما بالك بمن عين أخيراً خليفة للتنظيم دون توصية؟“
دليل واشنطن
يلفت هنا ما يقوله الأمريكيون عن هوية الرجلين: أبي الحسن وأبي الحسين.
الصحفي المتخصص في موقع ”صوت أمريكا“ جيف سيلدن، نقل عن مسؤول عسكري أن واشنطن تعلم هوية أبي الحسن من حمض نووي ومعلومات بيومترية حصلت عليها من ”مواجهة معه“ في ”وقت سابق بعيد.“
ويضيف المسؤول أن أبا الحسن كان ”آخر القادة التقليديين“ في داعش وأن القيادة الآن ”في يد جيل جديد،“ وأن أبا الحسين ”ليس من الفريق الأصلي“ في التنظيم.
آخر اللجنة المفوضة!
تشتبك الأمور وتتعقد أكثر عندما نتذكر أن القيادي البارز في التنظيم بشار خطاب خزعل الصميدعي، حجي زيد معتقل في تركيا منذ أيار الماضي.
الصميدعي هو عضو اللجنة المفوضة في داعش وأحد آخر اثنين أو ثلاثة من كبار التنظيم المتبقين إذا حسبنا أن جمعة البدري شقيق أبي بكر البغدادي هو أحدهم.
الثابت أنه في سبتمبر الماضي، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن السلطات التركية ألقت القبض على الصميدعي من دون أن يحدد التاريخ. وفي أكتوبر أدين الرجل ونُشرت لائحة اتهام يتضح من خلالها أنه اعترف بأنه ”الخليفة“ أبي الحسن. فأين الصميدعي من كل هذا؟
في الخلاصة، ثمة استنزاف في قيادة داعش؛ من يقود داعش على الأرض هم جيل جديد غير معروف وبلا مؤهلات؛ وبالتالي، ”الشرعية“ التي يدعيها التنظيم زائفة. فمهما حاولوا أن ”يمنطقوا“ وجودهم، هم ليسوا أكثر من قطاع طرق.
بيت داعش والقاعدة
الطريقة التي يُقتل فيها زعماء داعش ويُولى آخرون لا شك تسبب حرجاً لأنصار التنظيم وإن تظاهروا بخلاف ذلك؛ تماماً كما هو الحرج الذي يشعر به أنصار القاعدة بسبب غياب خبر عن حياة أو وفاة زعيمهم أيمن الظواهري.
أنصار القاعدة ردوا على إعلان داعش وقالوا: ”المتحدث باسم الخوارج يعلن مقتل خليفتهم المجهول، وتولية مجهول آخر خلافة المجاهيل.“
يرد أنصار داعش: ”قد مضى أربعة أشهر على مقتل (الظواهري) والتّنظيم في تيه … جندي قاتل من دون أمير.“ يسأل آخر: ”ما السبب يا تُرى؟ هل هو النزاع الداخلي؟ هل خلت الساحة من القادة الثقات التي يعول لهم التنظيم؟“
ومن السخرية أن ما يُقال عن القاعدة يُقال عن داعش وهكذا دواليك.
سلاح داعش إفريقيا
نشرت معرفات داعش الرسمية صوراً وفيديوهات لـ ”مبايعة“ عناصر التنظيم القائد المُعلن الجديد الذي حمّلوه لقب ”خليفة.“ نُشرت صور من خراسان إلى العراق والشام وإلى إفريقيا.
الصور المنشورة لافتة لأنها تُلمح إلى وضع التنظيم في ”الولايات.“ فالصور الواردة من خراسان والعراق والشام، يقل فيها عدد الرجال ولا يظهر فيها عتاد يُعتد به. أما الصور الواردة من إفريقيا ففيها حشد من الرجال مجهزين بسلاح ومركبات.
وفي هذا نشر موقع Militant Wire تحليلاً للباحثين المتخصصين War Noir وLucas Webber عن الأسلحة التي يمتلكها داعش بحسب ما ظهر في الصور المنشورة.
بحسب المقال، التشكيلة الأبرز من الأسلحة كانت في غرب إفريقيا ”والتي يبدو أنها الأكثر تنظيمياً في نيجيريا.“
ولفت من الأسلحة المستعرضة رشاش إسرائيلي الصنع IWI Negev NG5 يُعتقد أنه مهرب من تشاد إلى نيجيريا.
في الصومال، ظهر سلاحان جدليان. يقول المقال إن الأسلحة الأكثر استخداماً هناك كانت صينية الصنع. وفي موقع آخر يشير المقال إلى قاذفة صواريخ إيرانية الصنع من موديل ”نافز“ يقول إن مصدرها اليمن.