أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من ١٨ إلى ٢٤ يوليو ٢٠٢٢. إلى العناوين:
- المجتمع الدولي يؤكد استمرار العلاقة بين طالبان والقاعدة؛ ويشكك في قدرة طالبان على كبح داعش ”خراسان“
- الأردن يُصنّف هيئة تحرير الشام على قائمة الإرهاب، وأنباء عن محاولة انقلاب على الجولاني
- داعش سيناء يُصفّي منتسبيه الراغبين في النجاة بعد انقضاض الجيش المصري عليهم
وضيفة الأسبوع، الأستاذة آمال هشام السعدي، خبيرة تطوير التطبيقات والبرمجيات والأمن السيبراني. تحدثنا عن الميتافيرس، وحماية البيانات.
الأمم المتحدة وداعش والقاعدة
أصدر فريق الدعم التحليلي ورصد الجزاءات التابع لمجلس الأمن الدولي تقريره النصف سنوي بشأن داعش والقاعدة وما يرتبط بهما من أفراد وجماعات وكيانات ويغطي الفترة من يناير إلى يونيو ٢٠٢٢.
نتوقف في هذا التقرير عند البنود التالية:
أولاً: حال طالبان والقاعدة
– يعتبر المجتمع الدولي أن العلاقة بين طالبان والقاعدة لا تزال قوية. فنقرأ في الفقرة رقم (٧) أن القاعدة لا تزال تتمتع ”بملاذ آمن“ في أفغانستان. ونقرأ في الفقرة (٦٧) أن تنظيم القاعدة يتمتع ”بقدر أكبر من الحرية في أفغانستان تحت حكم حركة طالبان ولكنه يقصر دورَه على إسداء المشورة إلى سلطات الأمر الواقع ومساندتها.“
ومن قبيل ذلك ما جاء في الفقرة (٧٣) وهو أن جماعة ”أنصار الله“ في أفغانستان ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالقاعدة وأنها تسيطر على الأمن في خمس مقاطعات من ولاية بدخشان شمال شرق أفغانستان تحت إدارة طالبان.
ونقرأ أيضاً في الفقرة رقم ٤٤، أن ”بعض أفراد حراس الدين (فرع القاعدة في الشام) تلقوا تعليمات بالسفر إلى أفغانستان ولكنهم لم يستطيعوا السفر أو لم تكن لديهم رغبة فيه.“
ثانياً: حال القاعدة
– يضع التقرير تصوراً للتسلسل القيادي في تنظيم القاعدة. في الفقرة رقم (٨) نقرأ أن سيف العدل، الذي يقيم في إيران، يأتي تالياً بعد أيمن الظواهري، يليه عبدالرحمن المغربي، وهو صهر الظواهري ويُعتقد أنه في إيران أيضاً، ثم يزيد مبراك (أبو عبيدة يوسف العنابي) زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وأحمد ديرية زعيم جماعة شباب الصومالية. يلاحظ هنا غياب أسماء من الشرق وشبه الجزيرة العربية.
– يلحظ التقرير في الفقرة ٢٢ القوة التي بات يتمتع بها فرع القاعدة في الصومال، فمثلاً تجني جماعة شباب سنوياً ما بين ٥٠ و١٠٠ مليون دولار ما يشكل رافداً لتنظيم القاعدة كله.
– في الفقرة ٢٦، يلحظ التقرير نفوذ إياد أغ غالي زعيم جماعة نصرة الإسلام والمسلمين الموالية للقاعدة، وكيف أنه، من خلال مساعده سيدان آغ هيتا، نقل ثقل القاعدة من بلاد المغرب إلى مالي. ولنذكر هنا التقارير التي تتحدث عن احتمال أن يعقد إياد أغ غالي اتفاقاً مع حكومة مالي شبيه باتفاق طالبان مع أمريكا.
– حول القاعدة في اليمن، الدكتورة إليزابيث كيندال، الخبيرة في شؤون اليمن، توقفت عند ست فقرات ذكرت قاعدة اليمن في التقرير وعلّقت أن عدد منتسبي التنظيم أقل مما ذُكر في التقرير ذلك أن ”البراند“ الذي هو القاعدة في اليمن بدأ ”يفقد معناه“ وبالتالي صار صعباً تحديد معالم هذا التنظيم وحصر منتسبيه. وحول ما إذا كان التنظيم يشكل تهديداً عالمياً، ترى الدكتورة إليزابيث أنه بالرغم من تآكل قدرة التنظيم إلا أنه يحاول التحضير لهجمات بحرية.
ثالثاً: حال داعش
– يحذر التقرير من تنامي نفوذ داعش فرع خراسان؛ فنقرأ في الفقرة ٧٢ أن هجمات التنظيم في أفغانستان تهدف إلى ”تقويض مصداقية قوات أمن حركة طالبان بإظهار عجزها عن السيطرة على الحدود واجتذاب مجندين جدد من المنطقة؛“ وبالتالي فإن تمكن داعش من الاستحكام في أراضٍ شرق البلد حيث كان له نفوذ، فقد يكون صعباً على طالبان مواجهة ذلك الأمر الذي سيشكل تهديداً للعالم كله انطلاقاً من أفغانستان.
– يعتقد المجتمع الدولي أن داعش لا يزال يتحكم بمبالغ هائلة من النقد تراوح بين ٢٥ و٥٠ مليون دولار، بما في ذلك احتياطيات بالعملات الرقمية. مع هذا، يلحظ التقرير تردي أحوال التنظيم المالية فالنفقات تتجاوز الإيرادات ومخصصات عائلات منتسبي التنظيم انخفضت إلى ٥٠ دولاراً في الشهر بعد. أن وُعدوا بـ ١٠٠٠ دولار.
رابعاً: الإرهاب والسلاح
ويحذر التقرير من أن تنظيمي القاعدة وداعش يستفيدان من منظومات جوية غير مأهولة لشن هجمات. فداعش مثلاً يستخدم شركات وهمية للحصول على تلك المنظومات من دول متقدمة؛ وقد تُورّد هذه الأسلحة في شكل قطع غيار ثم تجمع لاحقاً.
حظر هيئة تحرير الشام
أعلن الأردن أنه يواجه تهديداً من ”مليشيات“ إيرانية على حدوده الشمالية. في الأثناء، أدرج كياناتٍ وأفراداً في سوريا على قائمة الإرهاب كان من أبرزها هيئة تحرير الشام وحراس الدين. غير واضح أسباب هذا الإدراج أو ما سيعنيه. لكن من الواضح أن من كان في سوريا مستفيداً من تحويلات مالية تتم من خلال الأردن سوف يواجه مشاكل جمة بعد هذا الحظر.
انقلاب على الجولاني
نقل حساب أبو العلاء الشامي، وهو من الحسابات الجهادية المخضرمة في الشام، خبراً عن ”انقلاب“ في هيئة تحرير الشام على الجولاني.
يقول أبو العلاء إن مظهر الويس كبير قضاة الهيئة رفع تقريراً سرياً يذكر فيه أن أبا مالك التلي يرتب لانقلاب بالتنسيق مع مسؤولين أمنيين وعسكريين وشرعيين منهم القاضي المستقيل أبو القاسم الشامي المعتقل حالياً لدى الهيئة. وأردف أنه تم الاتفاق في الهيئة على اعتقال بعض المتورطين في هذه المحاولة وتأجيل اعتقال آخرين.
قائمة نشرها أبو العلاء ضمت أسماء بعض المشاركين في هذه المحاولة ومنهم أبو الفتح الفرغلي الذي قيل إنه عُزل من منصبه قبل حوالي ثلاثة أسابيع.
القاعدة والثورة السورية
جزء من معارضي هيئة تحرير الشام في إدلب لا يزالون يبحثون في مسألة فك ارتباط الهيئة مع القاعدة في ٢٠١٦. مجموعة نقاشات التي يديرها المعارض عصام خطيب على التلغرام أثارت هذه المسألة مجدداً لإثبات ”مكر“ الجولاني زعيم الهيئة. ولفت منشور نتوقف فيه عند مسألتين:
أولاً، البيعة. فإن أنكر هؤلاء المعارضون فك الارتباط أو حتى نقض البيعة، فما قولهم بموقف طالبان من القاعدة – على الأقل الموقف المعلن؟ طالبان بموجب اتفاق الدوحة الذي أعادهم إلى كابول تعهدوا بعدم دعم القاعدة. وعندما سألنا كبار مسؤوليهم عن بيعة الظواهري لأميرهم هيبة الله أخوندزادة، أنكروا البيعة. فهل يمارس طالبان نوعاً من ”التقية“؟ وهل يغلّبون مصلحة جماعتهم على القاعدة كما غلّب الجولاني مصلحته؟
ثانياً، يقول كاتب هذا المنشور إن ”اسم القاعدة“ هو الذي حفّز ”الشباب“ على ”بذل الغالي والنفيس“ وأن الجولاني ”استغل“ ذلك الحماس و“زج بالشباب باسم الجهاد.“ وهذا أمر متروك لأبناء الثورة حتى يردوا عليه. فعندما انطلق الحراك في سوريا في ٢٠١١، لم تكن ”القاعدة“ في الصورة مطلقاً. بل إن القاعدة ركبت موجة الحراك. وعندما جاءت ”جبهة النصرة“ إلى سوريا، لم تعلن أنها قاعدة لإدراكهم أن أحداً من مكونات الثورة لن يرحب بهم كظواهري أو بغدادي. ولم تعلن عن هويتها إلا بعد أن استحكمت بجهود فصائل ثورية أخرى لا علاقة لها بالقاعدة. بل وبعد استفزاز من البغدادي في ٢٠١٣، والقصة معروفة. ثم إن الجولاني كان مبعوثاً من البغدادي وليس من الظواهري. بمنطق هؤلاء إذاً، ”صدق“ الجولاني و”مصداقيته“ تبدآن بالبغدادي وليس الظواهري.
الفيلق الثالث
مع نهاية هذا الأسبوع، وردت أنباء عن تجدد الاشتباك بين الفيلق الثالث التابع للجيش الوطني السوري المدعوم تركياً وبين أحرار الشام المدعومة من هيئة تحرير الشام في إدلب.
وردت أنباء أن أحرار الشام استعادوا مقرات لهم كانوا خسروها في الاشتباك الأخير خلال الشهرين الماضيين. وتلا ذلك اجتماعات بهدف حل المسائل العالقة التي تفجرت في مارس/نيسان الماضي بعد أن طالب فرع أحرار الشام – القاطع الشرقي الاستقلال عن الفيلق.
داعش ولاية سيناء
نقلت حسابات قاعدية مناهضة لداعش أن ”تنظيم ولاية سيناء“ يقوم ”بقتل وتصفية عناصره الذين يحاولون الهرب أو تسليم أنفسهم“ للجيش المصري بعد الهزائم الأخيرة التي لحقت بالتنظيم في شبه الجزيرة.
هذه الحسابات ذكّرت بما فعله التنظيم في الشام عندما منع منتسبيه وعائلاتهم من أن ينجوا بحياتهم من القصف أثناء انقضاض التحالف عليهم في ٢٠١٦ /٢٠١٧.
القاعدة وداعش في إفريقيا
أعلنت مؤسسة الزلاقة الجناح الإعلامية لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين الموالية للقاعدة المسؤولية عن هجوم ضد الجيش المالي في موقع عسكري بالعاصمة باماكو. وقالت إن الهجوم بدأ بانتحاريين نشرت صورتيهما.
يأتي هذا بعد أن استحوذ داعش على جزء كبير من الهجمات ضد الجيش في مالي في الآونة الأخيرة وخاصة الهجوم على سجن باماكو الذي فرّ منه مئات الإرهابيين.
في الأثناء، نقل حساب داعشي أن الجماعات الموالية للقاعدة في الساحل عقدت ”اجتماعاً سرياً“ لما قال إنه البحث في مسألة تمدد التنظيم.
فضائح داعش الإعلامية
وتواصل قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي نشر رسائل أرشيفية تفضح ممارسات التنظيم وهو في أوجه. نشرت القناة هذا الأسبوع رسالة من والي اليمن أبي أسامة المهاجر إلى قيادة التنظيم في الشام وتحديداً أبا محمد فرقان أمير الإعلام في التنظيم يعترف فيها بتزوير المكتب الإعلامي في الولاية لمشاهد عرضت في اصدار “أُباة الضيم”، ”والذي مثل فيه عناصر تابعون للولاية مشاهد هوليودية على أنها غزوة ضد الحوثيين.“