أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من ١٤ إلى ٢٠ مارس ٢٠٢٢. إلى العناوين:
-
داعش يخفق مجدداً في تبرير سقطات ”خلافته“ المزعومة
-
قاعدة اليمن تؤكد قتل عمّار الصنعاني القيادي الذي حظي باحترام خصوم باطرفي
-
هل تُرضي طالبان أنصارها الجهاديين؟ من يُعلن فشل النظريات الجهادية السائدة؟
عن الفيديوهات والصور والأخبار المفبركة، كيف نميز الغث من السمين؛ كيف نتحقق من الأخبار. ما هي التربية الإعلامية؟ نستضيف هذا الأسبوع الأستاذة روان الضامن، المستشارة الإعلامية المتخصصة في صناعة المحتوى التلفزيوني والرقمي، مديرة شبكة أريج للصحافة الاستقصائية. الأستاذة روان رائدة على مستوى الوطن العربي في صناعة الوثائقيات.
سقطات داعش
لا يزال داعش الرسمي يحاول جاهداً تبرير سقطات قيادة التنظيم من حيث إخفاء هوية خليفتيه المزعومَين ومن حيث قتلهما مختبئيَن متخفيين في منطقة أعلنها التنظيم ”دار كفر.“
في افتتاحية العدد ٣٣٠ من صحفية النبأ الأسبوعية الصادرة عن ”ديوان الإعلام المركزي،“ يقلل داعش من أهمية قتل الرجلين ويقول عن القوات الأمريكية إنها: ”بحثت … بين أكوام الركام في (أطمة) عن النصر الذي زعمته من قبل في (باريشا) وهو نفس النصر الذي بحثت عنه … في الباغوز والموصل.“
وهذه مقاربة عجيبة. ليست الباغوز مثل أطمة وليست الموصل مثل باريشا. ولا أدرى بهذا من أنصار داعش أنفسهم. ولا أقل في غرابة هذه المقاربة من أن أطمة وباريشا في أدبيات داعش التي يتشدقون بها هي ”دار كفر.“
قناة فضح عباد البغدادي علّقت مستهزئه: ”يجوز للخليفة أن يقطن في ‘دار الكفر‘، وخلافته لا تحتاج لتمكين وسلطان وشوكة وغلبة، كل ما يحتاجه هو اسم مستعار وبيت إيجار في مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام.“
معارض آخر ذكّر بأن قرداش نفسَه، أبا إبراهيم الهاشمي القرشي، كان هو من ”أصدر قرار منع خروج أهل السنة والجماعة من مدينة الموصل وجعلهم فريسة سهلة للرافضي يَسبي النساء ويقتل الأطفال.“
حساب باسم علي الكاتب فنّد احتفاء النبأ بقيادتهم المتخفية وقال: ”لم يعد قولُ (نحسبهم ولا نزكيهم) ضرورياً بعد كل مدح وإطراء للخروج من التزكية … بل انتقلوا إلى مقام التزكية نفسه والجزم بالمهدوية والقدسية لكيانهم المريض.“
عمار الصنعاني
أكدت مؤسسة الملاحم، الذراع الإعلامية لتنظيم القاعدة في اليمن، قتل إبراهيم بن علي السنفي المعروف بـ عمار الصنعاني، وقالت إنه قُتل في غارة أمريكية في مأرب بالتزامن مع بدء هجوم الحوثيين عليها.
وهذه ذات الديباجة التي استخدمتها الملاحم في وصف قتل القيادي لطفي اليزيدي الذي نقلنا أنه قُتل في غارة على مأرب في نوفمبر الماضي. وهذا يتفق مع الهجوم الحوثي الأخير على مأرب في سبتمبر/أكتوبر العام الماضي.
عمّار الصنعاني من القادة المعتبرين في قاعدة اليمن. في ٢٠١٨، نُقل أنه عُين مسؤولاً عسكرياً للتنظيم.
وتلحظ الدكتورة إليزابيث كيندال الخبيرة في شؤون القاعدة في اليمن أن الصنعاني كان من القلائل الذين حظوا باحترام الجميع فكان ممن اختير للوساطة في مسألة الاعتزال الكبير التي وقف فيها قياديون في التنظيم مثل أبي عمر النهدي ومنصور الحضرمي في مواجهة حاسمة ومصيرية مع زعيم التنظيم خالد باطرفي وأمير شبوه سعد عاطف العولقي.
وبقتل عمّار الصنعاني، تكون قيادات القاعدة في اليمن قد تآكلت أكثر فأكثر، مع قتل قياديين مخضرمين آخرين هما صالح عبولان ولطفي اليزيدي في غضون أربعة أشهر فقط.
سراج الدين حقاني
صدر عدد هذا الشهر من مجلة الصمود الناطقة بالعربية التابعة لطالبان.
في هذا العدد رقم ١٩٤، لفت مقال كتبه مصطفى حامد، أبو الوليد المصري، عن سراج الدين حقاني وزير داخلية طالبان، وأحد أهم المطلوبين على قوائم الإرهاب لدى أمريكا والأمم المتحدة.
أبو الوليد المصري هو صهر سيف العدل قيادي القاعدة الأبرز هذه الأيام. حامد وسيف العدل يعيشان في طهران.
بالعودة إلى سراج الدين حقاني، فقد ظهر الرجل علناً في الإعلام لأول مرة مطلع الشهر في ٦ مارس تحديداً أثناء تدشين دفعة من الشرطة. قبل هذا التاريخ، لم يظهر على الإعلام إلا في صورة جانبية غير واضحة.
في الحفل، نُقل أن سراج قال إنه قرر الظهور في الإعلام حتى ”يبني الثقة“ بينه والجمهور.
في مقال الصمود، نشر حامد صورة لسراج من العام ١٩٨٦ وأرفقها بوصف لمشاركة الشاب مع والده وإخوته في جولاتهم ذلك الوقت وصولاً إلى توليه وزارة الداخلية اليوم.
طالبان والنظريات الجهادية
لا تزال سياسة طالبان الخارجية تشكل أرقاً لدى مؤيدي الجماعة. مُنظر الجهادية أبو محمد المقدسي في حسابه على تويتر علّق على لقاء طالبان مع وزير خارجية الصومال وقال: ”هذا يؤلم إخوانكم في الصومال“ مشيراً إلى جماعة شباب الإرهابية.
يعاتب المقدسي طالبان ويقول: ”لا يصح ألّا تبالوا بهم وتتلطفوا إلى أعدى أعدائهم … اتقوا الله أيها الطالبان.“
إلى أي درجة سيظل الجهاديون يرون في طالبان نموذجاً يُحتذى؟
هذا الأسبوع، واحد من تلاميذ أبي قتادة الفلسطيني، خصم المقدسي، يكتب عن فشل ”نظريات الجماعات الجهادية.“ ليست المرة الأولى التي يكتب فيها أبو محمود الفلسطيني عن هذه الثيمة.
يقول إن: ”الجماعات الجهادية ما زالت تدور داخل قوقعة نظريات ومفاهيم قادة قد تجاوزها الواقع، والإصرار عليها أخرجها إلى الهامش، بل ووضعها في مواجهة مع جموع الناس… فتجد الجماعات الجهادية تعيش معركتها التي فرضتها تلك النظريات القديمة، وتركت المعركة التي تخوضها الشعوب، بل وأصرت على عدم تبني قضية الشعب العادلة التي تعالج واقعه.“
لكن أبا محمود يعتبر طالبان نموذجاً غادر فضاء هذه النظريات. فينتهي إلى أن ”الخروج من حالة العجز وانسداد الأفق عند الجماعات الإسلامية بشقيها السياسي والجهادي لن يتحقق إلا بانتهاء الجماعات الموجودة وحلها، ثم ظهور جماعات جديدة بنظريات جديدة وقضايا جديدة.“
العقد الأول
في ١٥ مارس من كل عام، يحيي السوريون ذكرى الحراك الشعبي الذي انطلق في العام ٢٠١١.
في السنوات الأخيرة، أخذت الأصوات تعلو ضد واحد من مكونات هذا الحراك في نسخته الأولى: جبهة النصرة التي تحوّرت إلى هيئة تحرير الشام.
العام الماضي، سيطر على الحراك في إدلب مسألة العلم. معارضو الهيئة لم يعجبهم أن يُرفع علم الجماعات الجهادية التي اختطفت الثورة.
تأتي الذكرى هذا العام مع تردي الأحوال المعيشية في المناطق التي تسيطر عليها الهيئة – غلاء وتقييد للحريات.
حساب مزمجر الثورة السورية نقل: ”أصبح شعار إسقاط النظام ستاراً يختبئ خلفه عملاء وأمراء فعلوا بالثورة وشعبها أبشع من أفعال الشبيحة.“
وعن الطريقة التي ”رعت“ فيها الهيئة احتفالات هذا العام، نقل حساب أبي يحيى الشامي المعارض أن : ”الوفاء للثورة لا يكون بالرقص والدبكات وبيع الأوهام؛ الوفاء للثورة يكون بتصحيح مسارها وتوجيه بوصلتها للخروج من التيه، وكذا محاسبة من سلبها واغتصبها وتاجر بدماء أهلها.“
حساب المحامي عصام خطيب نقل ساخراً أن: ”الوظيفة الرسمية لجهاز الأمن العام هي تأمين الطرقات في أيام المناسبات، وأمن الحواجز يوزع الحلويات على المارة.“
مؤيدو الهيئة ردوا بأن: ”إظهار الفرح … و إقامة التظاهرات والفعاليات الشعبية أمر محمود لما فيه من إغاظة للنظام.“
داعش موزمبيق
قتل عشرة من داعش موزمبيق في هجوم شنّوه الأربعاء ١٦ مارس على جزيرة ماتيمو السياحية التابعة لمنطقة كابو ديلغادو في أقصى شمال البلاد. كالعادة، لم يمض داعش وقتاً طويلاً في الجزيرة وخرجوا منها بعد تدخل الطيران الموزمبيقي.
تجدد الهجمات الإرهابية في المنطقة أعاد حركة النزوح منها.
داعش جنوب شرق آسيا
تطورات مهمة في داعش جنوب شرق آسيا. فقد أعلن هذا الأسبوع عن أن أبا زكريا فخار الدين حجي ستار تولى زعامة فرع داعش هنا في أواخر العام الماضي. أبو زكريا هو زعيم جماعة ماوتي الإرهابية. كان ممن شاركوا في حصار مدينة ماراوي الفلبينية في ٢٠١٧. قيل وقتها إنه انسحب من الحصار ليأتي بتعزيزات ولكنه فشل في ذلك.
جماعة ماوتي كانت نواة داعش في لاناو التي تقع في مقاطعة مينانداو ذات الحكم الذاتي.
في الأثناء، أعلن في مانيلا عن استسلام ٣٩ إرهابياً جهادياً في مينانداو، من بينهم دواعش.