أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (بلال الفارس)

الإبداع جميل في كل المجالات والاختصاصات .. لكنه يبدو أجملا إذا ما اقترن بالمجالات الإنسانية وأيضا .. أن يكون بأيد عربية تخط نجاحاً يسجل عالمياً ..     

ففي بارقة أمل لمرضى السرطان … سجل الباحث الأردني في كلية الهندسة بجامعة مينيسوتا الأمريكية الأستاذ الدكتور عماد العبيني براءة اختراع في تصميم جهاز يعمل بالأشعة فوق الصوتية لمعالجة الخلايا السرطانية والأورام دون تدخل جراحي ودون تدمير الخلايا السليمة.

تكمن فكرة الاختراع الجديد بالعلاج بالأشعة فوق الصوتية في جانبين مختلفين عن العلاج بالأشعة المتعارف عليه يتمثل أولهما بالسرعة والدقة والتعامل مع الخلايا المستهدفة مهما تناهى صغر حجمها حتى وإن كانت متحركة وغير ثابته ودون التأثير على الخلايا السليمة. 

وتعطي هذه التقنية مزيدا من الأمل لعلاج أنواع من السرطانات خصوصا سرطان الكبد وعلاج الشرايين والأوردة باعتبارها خيارا فعالا في التعامل مع مثل هذه الحالات، وتقلل الوقت والجهد والكلفة والألم نظرا لسرعتها ودقتها ومعرفة الاستجابة الفورية للجسم لتقبل العلاج بها.

البروفيسور العبيني تحدث عن جهازه خلال مداخلة هاتفية مع أخبار الآن قائلا إن موضوع العلاج باستخدام الاشعة أوالأمواج الفوق صوتية طرح منذ عقود منذ خمسينيات القرن الماضي مردفا أن الذي ينقص في هذه العملية هو معرفة كيفية تفاعل وتغير الخلايا تأثرا بهذه الموجات.

تاريخ الاختراع وميزاته

وأضاف البروفيسور العبيني خلال برنامج استديو الآن أنه منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي ويعكف مع مجموعة من الخبراء في هذا المجال بكيفية التحكم بهذه الأشعة وبالتالي التحكم بالنتيجة المرجوة من استخدامها ومراقبة استجابة الجسم للعلاج وهي الخاصية التي يتميز بها الجهاز الجديد. مضيفا أن من أهم مميزات العلاج بالجهاز الجديد عدم الحاجة إلى إحداث شقوق جراحية في جسم المريض وبالتالي عدم وجود نزيف دموي أثناء العلاج وعدم الحاجة إلى تزويد المريض بوحدات دم التي تتم عادة خلال العمليات الجراحية.

علاج ناجع للسرطان

البروفيسور العبيني تحدث عن أن الجهاز نجح بمكافحة بعض أمراض السرطان المتقدمة مثل سرطان الكبد التي لا تقدم الجراحة ولا العلاج الإشعاعي أو الكيماوي حلا له .. ليأتي العلاج من خلال الأمواج الفوق صوتية بمثابة الحل لهؤلاء المرضى فحتى إن لم يقدم لهم شفاء كاملا فسيساهم بشكل كبير في تقليل حجم السرطان وبالتالي مساعدة المرضى على الانخراط بالحياة الطبيعية مع أقل الآثار الجانبية. وأضاف البروفيسور أن الجهود أدت إلى معرفة كيف يستجيب المكان المستهدف للعلاج ومدى تأثر المنطقة المحيطة بالسرطان على المديين القريب والبعيد. 

طريق الجهاز إلى النور

وحول المدة المتوقعة ليكون الجهاز جاهزا للاستخدام قال البروفيسور العبيني لأخبار الآن أن الجهاز انهى التجارب بنجاح بخصوص معالجة الورم في الأوعية الدموية، مردفا ان الجهاز أكتمل وبقيت بعض الرتوش البسيطة على أن يكون جاهزا لتجريبه على مرضى في مركز صحي في هولندا، الأمر الذي يحتاج لأسابيع أو أشهر قليلة مقبلة بعدها سيخضع الجهاز للتجريب في مراكز عدة في أوروبا مما يجعل الاختراع جاهزا بمشيئة الله للاستخدام خلال العام المقبل على نطاق واسع.

وبختام حديثه مع أخبار الآن شكر البروفيسور المعيني الدكتور المصري إسلام شحاته من جامعة أيوا الأمريكية الذي كان بمثابة نقطة الوصل بين المهندسين والأطباء ساهمت بان يرى الجهاز النور، ورحب البروفيسور عماد المعيني بالعمل مع عدة مراكز مهتمة بهذا النوع والأسلوب بالعلاج في العالم العربي لما فيه خدمة لمرضى السرطان.