القطائف والكنافة والزلابية.. أبرز حلويات شهر رمضان

تشهد محلات الحلويات والمخابز في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا زحامًا شديدا خلال نهار شهر رمضان حيث يتوق الصائمون لشراء حلويات شهية، مقرمشة أو ناعمة مغموسة في شراب سكري أو محشوة بالمكسرات والتمر للاستمتاع بها بعد الإفطار من الغروب وحتى بزوغ فجر اليوم التالي.

وتعرض تلك المحلات أنواعًا مختلفة من الحلويات الشهيرة مثل القطائف والكنافة والزلابية وغيرها في جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي، وكلها بمكونات واحدة.. عجينة حلوة مقلية بالزيت ومغموسة في عسل أو شراب.

وتصنع معظم المتاجر، المعروفة، هذه الحلويات الشهيرة منذ أجيال، وتنتظر معظم العائلات عاما كاملا تقريبا حتى تستمتع بمذاقها مجددا.

حلويات رمضان.. متعة خاصة للصائمين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

متجر في مصر لبيع القطايف والكنافة. (رويترز)

الحلويات في الإمارات

وفي دبي قالت أمينة علي، صانعة حلويات، “اللقيمات أكتر شيء في رمضان هو اللقيمات بعد الفطور مثلا، يحلي تماما بدون أي شيء مثلا، حبة لقيمات مع دبس مع عسل، شيء مميز بعد الفطور”.

وقالت الإماراتية أم خليفة “اللقيمات أكلة شعبية تراثية من الإمارات، تعودنا عليها من أيام أجدادنا، وللحين بعدها موجودة مع رمضان ومع أيامنا، الأعياد مثلا تحطيها بعد الفطور أو بعد العشا مثلا أو بعد الغدا، المهم هو كمثال حلوى خليجية تراثية عندنا”.

 

ماذا عن شمال أفريقيا؟

وفي الجزائر يسافر البعض من مدن مختلفة لمجرد شراء الزلابية من مدينة بوفاريك، الزلابية المصنوعة من وصفة يقول السكان إنها قديمة تتناقلها الأجيال.

ويقول محفوظ، بائع تلك الزلابية، في بوفاريك بالبليدة “هذه زلابية بوفاريك، هذه هي الأصلية، معروفة على الصعيد المحلي والدولة وبعض الناس يبعثونها إلى أقاربهم في الخارج”.

حلويات رمضان.. مذاقات بطعم الحنين للماضي

وفي تونس تعتبر عائلة عبيد واحدة من أقدم العائلات المشهورة بصنع هذه الحلويات التقليدية خلال شهر رمضان.

وقال شكري عبيد، صاحب محل لبيع الحلويات الرمضانية، “الزلابية والمخارق هي أكلة تقليدية وشعبية في تونس، يعني المواطن التونسي في شهر رمضان يقبل عليها، لها نكهة خاصة في رمضان، ليس هناك منزل في تونس ليس لديه صحن به مخارق وزلابية وشوية مقروض ليسهر به في الليل”.

وقال محمد عبد الجليل، صانع حلويات، “منذ سنة 1975 وأنا أشتغل في هذه المهنة وورثتها على آبائنا وأجدادنا، لكن الآن، الآن هذه الصنعة بدأت في الانقراض بشكل غريب، تستطيع أن تقول أنها انقرضت بنسبة 50 أو 60 في المئة لا تجدها إلا في حالات نادرة جدا لم يعد الشباب يقبل لتعلم أو الاشتغال في هذه المهنة، بعد ذهاب جيلي لن يعود هناك من يشتغلها”.

 

الكُلاج في لبنان

وفي لبنان، يعتبر الكُلاّج من بين الحلويات الشعبية خلال شهر رمضان، وهي معجنات مقلية مليئة بالكريمة ومغموسة في شراب سكري.

ويعمل محمد عيسى (31 عاما)، صانع معجنات منذ ما يقرب من نصف عمره، ويقول إن اللبنانيين كانوا يقبلون على شراء الحلوى العربية بكميات كبيرة، لكنهم الآن يشترون ما يكفيهم بالكاد، ولا يشتريها إلا أولئك الذين لا يزالون قادرين على دفع ثمنها.

حلويات رمضان.. مذاقات بطعم الحنين للماضي

وأضاف عيسى “بينطروا (بينتظروا) ها اليوم هذا الوحيد، رمضان الفضيل للعالم كلها (الناس كلها) تاكل كلاج، بس هلا صار صعب للعالم كلها تاكل كلاج، ناس وناس هي اللي عم تاكل الكلاج”.

وقال الزبون حسن برجاوي “جيت لأشتري كلاج وشعيبيات، طلع الكلاج الحبة (القطعة) بتسعين (90 ألف ليرة لبنانية) والشعيبيات بسبعين (70 ألف ليرة لبنانية)، هيدي من دون قشطة، سادة، معانا ما بطلعهن، أنا كل معاشنا بيطلع أربعة مليون… هلا بدي أفل وأرجع”.

ومع ذلك، ومع مرور الزمن، تم دمج هذه المعجنات التقليدية مع مكونات غربية أكثر عصرية، لا سيما في مصر، حيث يتم استخدام فواكه وشوكولاتة وكراميل وبسكويت وغيرها للحشو أو تزيين الحلويات.