متجاوزة الاحتلالين المغولي والسوفياتي.. “مير عرب” مدرسة قائمة حتى اليوم
تعد مير عرب المدرسة الوحيدة التي واصلت احتضان الأنشطة التعليمية في بخارى لمدة 5 قرون من دون انقطاع، بما في ذلك فترة الاحتلال السوفياتي.
وتم بناء مدرسة مير عرب والتي تعني (أمير العرب)، الواقعة مباشرة قبالة مسجد كالون، على يد عبيد الله خان المعروف محليا باسم عبيد الله اليمني، في منتصف القرن الـ16.
The fabulous Mir-i-Arab Madrasah in Bukhara, Uzbekistan, built in 1535 under the Shaybanid Dynasty of Ubaidullah Khan.
An interesting fact of the Mir-i-Arab Madrasah is tht its construction is credited to Sheikh Abdullah Yamani from Yemen who was a spiritual teacher of the Khan. pic.twitter.com/aclnsRxBKc
— Babur (@Bagh_eBabur) December 17, 2020
وتتكون المدرسة من طابقين يحويان 114 غرفة، ويستخدم الطابق الأرضي فصولا دراسية، في حين يستعمل الطابق العلوي للسكن والمبيت.
ومير عرب هي المدرسة الوحيدة التي واصلت احتضان الأنشطة التعليمية في بخارى لمدة 5 قرون من دون انقطاع، بما في ذلك فترة الاحتلال السوفياتي.
وتبهر مدينة بخارى في أوزبكستان زوارها بنحو 700 مبنى تاريخي وثقافي تعكس أصالة العمارة الإسلامية.
وتضم المباني التي تحظى برعاية وحماية السلطات في أوزبكستان، العديد من المدارس الدينية والمساجد والمقابر والنزل “الكروانسراي”.
ويرجع تاريخ بخارى إلى 2500 عام، وتقع المدينة القديمة في حوض نهر زرافشان (نهر الصغد)، في موقع تتقاطع فيه طرق التجارة المهمة، حيث مرت القوافل التجارية لقرون ناقلة البضائع بين الشرق والغرب.
كانت المدينة عاصمة لخانية بخارى التركية (1599-1920)، كما تعرضت للتدمير مرتين خلال الغزو المغولي والاحتلال السوفياتي عام 1920.
وخلال الحقبة السوفياتية، تم إهمال المباني التاريخية، حيث تركت تلك المباني لمصيرها خلال السبعين عاما من عمر تلك الحقبة.
أما في حقبة الاستقلال التي بدأت عام 1991، فقد أولت الحكومات الأوزبكية المتعاقبة أهمية خاصة لترميم المساجد الرائعة التي تزخر بها المدينة، والتي تعد من أفضل الأمثلة التي تعكس أصالة فن العمارة العثمانية الإسلامية.
كما جرى ترميم المآذن العالية، والخانات التي تتميز بنقوشها المحتوية على درجات مختلفة من اللون الأزرق التركوازي، والمدارس المزينة بالبلاط والفسيفساء.
ولا تزال أعمال الترميم، التي اكتسبت زخما في السنوات الخمس الماضية، مستمرة على قدم وساق، إذ تم أيضا إدراج هذه المباني التاريخية والثقافية المهمة في قائمة التراث العالمي لليونسكو عام 1993.