أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة (مجلة ريجيم)
فوبيا "الرهاب – Phobia" هو خوف غير عقلاني في شدته او ماهيته. يرتبط هذا الخوف بجسم، فعالية او حالة معينة؛ ويسبب التعرض لمسبب الخوف القلق فورا. يعترف المراهقون والبالغون في العادة، بحقيقة ان الخوف الذي يصيبهم هو مفرط وغير عقلاني، بينما لا يعترف الاطفال بهذه الحقيقة دائما.
أقرأ أيضا: صرخات أبناء: أمي منشغلة عني ولا تسمعني نادراً ما أراها بدون الجوال..
يحاول الشخص عادة، تجنب التعرض لعامل الخوف، لكن في بعض الاحيان يحاول مواجهته. يمكن اعتبار الرهاب اضطرابا نفسيا، فقط عندما يكون الخوف، القلق، او تجنب التعرض لعامل الخوف، يسبب تشويشا كبيرا في سير الحياة اليومية، في الاداء الوظيفي او الاجتماعي، او ان يسبب شعور توتر ذاتي كبير.
انواع الفوبيا الشائعة:
اكروفوبيا "Acrophobia"؛ الخوف من الاماكن المرتفعة، اجروفوبيا "Agoraphobia"؛ الخوف من الاماكن المفتوحة، الجوفوبيا "Algophobia" الخوف من الالم، كلستروفوبيا "Claustrophobia"؛ الخوف من الاماكن المغلقة، زينوفوبيا "xenophobia"؛ الخوف من الغرباء، زوؤفوبيا "Zoophobia"؛ الخوف من الحيوانات؛ وتوجد حالات رهاب شائعة اخرى، تشمل الخوف من المرض، الخوف من الحقن، الخوف من الدم، الخوف من علاج الاسنان، الخوف من الاحمرار. ان الحيوانات الاكثر تسببا للرهاب تشمل بالاساس العناكب، الثعابين والكلاب. يجب التنويه الى ان حالات الرهاب المتعلقة باجراءات طبية، تصف شعور الاشمئزاز اكثر من شعور الخوف.
أقرأ أيضا: هل فعلا تعلم لغة جديدة يغير شخصية الفرد؟
تصنف الاضطرابات الرهابية "حالات الخوف التي تعتبر اضطرابات نفسية" الى ثلاثة انواع: الخوف من الاماكن المفتوحة "agrophobia" هو الخوف الشائع والاكثر خطورة، الرهاب الاجتماعي والرهاب البسيط.
يتميز النوع الاول، اضطراب الخوف من الاماكن المفتوحة "agrophobia" اساسا، بالخوف من التواجد في الاماكن المفتوحة والاماكن العامة المزدحمة، مثل مراكز التسوق او وسائل النقل العام التي تتسم بعدم القدرة على الهروب من نظرات الناس. لا يخرج الاشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب، في الحالات الشديدة، من بيوتهم. يشكل هذا الخوف حوالي 60 ٪ من اضطرابات الرهاب.
اما النوع الثاني،الرهاب الاجتماعي، فيتميز اساسا بخوف الانسان من ان يسبب لنفسه العار، ان يظهر غبيا او غير مقبول في اعين الناس؛ وهؤلاء الاشخاص يخجلون من الحديث، الكتابة او تناول الطعام امام الاخرين.
اما النوع الثالث، الرهاب البسيط، فمرتبط بالخوف من شيء معين، مثل حيوان او الخوف من حالات معينة، مثل الخوف من المرتفعات او الخوف من الاماكن المغلقة.
يشكل انتشار الاضطرابات الرهابية حوالي 1 ٪ من السكان؛ الا ان معظم انواع الرهاب لدى البالغين لا تؤدي لضائقة شديدة او لاضطراب كبير في الحياة، ولذلك فان الكثيرين لا يتوجهون لطلب مساعدة مهنية، او يتوجهون لاطر في القطاع الخاص، من اجل تجنب التسجيل الاحصائي؛ ولذلك، فان حالات الرهاب على الارجح، اعلى بكثير من المعلنة. تكون معظم حالات الرهاب شائعة ايضا، بين افراد اسرة المصاب بهذه الحالة.
أقرأ أيضا: كيف تهدم الأم شخصية أبنائها؟
تبدا الاضطرابات الرهابية في الغالب، في اواخر سن المراهقة او في اوائل العشرينات. تكون البداية عادة مفاجئة وتظهر كنوبة من الخوف، بسبب وجود العامل الذي سيصبح منذ التعرض الاولي فصاعدا، مسبب الرهاب. لا نستطيع في معظم الحالات، ان نعرف على الفور سبب ظهور الاعراض؛ فقط بواسطة عملية العلاج النفسي، يمكن فهم واعادة بناء العوامل النفسية لظهور الخوف غير العقلاني في ظروف محددة.
اسباب الفوبيا : هنالك عدة نظريات
1- نظرية التحليل النفسي التي تربط حالة الرهاب بالخوف من الاخصاء والذي مصدره مرحلة الطور الاوديبي "Oedipal phase".
2- النظرية السلوكية والتي تنسب الرهاب لوضع صعب حدث في الماضي، والمتعلق بمسبب الرهاب، لتقليد حالة رهاب مشابهة موجودة عند احد افراد الاسرة، او لتلقي معلومات عن عامل مسبب للرهاب "على سبيل المثال محاضرة عن مرض الايدز او السرطان".
وظيفة الخوف هي تحذيرنا من خطر قادم ولذلك فانه شعور ضروري. هنالك أشخاص يكون لديهم هذا الخوف نهج حياة. هؤلاء الأشخاص يعانون من رهاب"Phobia" – خوف شديد وغير عقلاني من موضوع معين أو من وضع معين. ما هي أنواع الرهاب الموجودة وكيف يتم علاج الخوف!
الرهاب "Phobia" هو وضع نفسي يحدث به خوف شديد وتسمر من موضوع او وضع يسيطر على المنطق ويخل نهج الحياة السليم. يسيطر الرهاب على التفكير ولا يمكن المصاب من التفكير بشكل عقلاني بالموضوع او الوضع الذي يخاف منه. هنالك فرق بين الرهاب وبين الخوف. وظيفة الخوف هي حمايتنا من المخاطر المحسوسة والمنطقية، بينما الرهاب يؤدي الى خوفنا من امر عميق بداخلنا والذي نعرف ان ليس هنالك اي سبب محسوس للخوف منه، ولكننا نبقى امام هذا الخوف ضعيفين وعاجزين.
ينقسم الرهاب الى 3 مجموعات اساسية:
رهاب الميادين "Agoraphobia"– الخوف من الاماكن المفتوحة الذي ممكن ان يكون مصحوب بالذعر.
الرهاب الاجتماعي – خوف يسبب الامتناع "تجنب" عن الاوضاع الاجتماعية والتعرف على اشخاص جدد.
رهاب محدد – هذه انواع مختلة من الرهاب التي تتعامل مع مواضيع محددة او اوضاع مختلفة سنوضحها لاحقا.
رهاب الميادين "Agoraphobia":
رهاب الميادين هو الخوف من الاماكن المفتوحة. “اجورا” كان مكان التقاء بساحة السوق المديني بفترة اليونان القديم ومن هنا جاء اسم الرهاب "اجروفوبيا" . الاشخاص الذين يعانون من رهاب الميادين يمتنعون عن الذهاب الى اماكن مفتوحة مزدحمة بالاشخاص الذي يصعب عليهم الهرب من بينهم بحالات الخطر. تعاني النساء من هذا الرهاب ضعفين اكثر مما يعاني منه الرجال.
الرهاب الاجتماعي:
الشخص الذي يعاني من الرهاب الاجتماعي هو ليس مجرد شخص خجول، انما هو يشعر بخوف شديد من كيفية تصرفه بالاوضاع الاجتماعية. الخوف من الانطباع الذي سيتركه لدى الاشخاص خلال مناسبة اجتماعية يمنعه من الذهاب اليها من الاساس. الاسئلة التي تدور براسه باستمرار وتشغله هي: هل تصرفاته ستعجب الاخرين؟ هل سيكتشف الاخرون انه يخاف؟ هل سيقدر على تمييز اللحظة المناسبة للحديث؟ الرهاب الاجتماعي غير المعالج يؤدي الى امتناع الشخص المصاب به عن المناسبات الاجتماعية تماما وصعوبة الخروج من البيت.
رهاب محدد:
يتواجد في العالم اكثر من 4،000 نوع مختلف من الرهاب. تقريبا لكل موضوع او جماد هنالك رهاب مسمى على اسمه، سنتوسع عن عدة انواع مركزية من الرهاب:
رهاب المخاوف "Phobophobia" – هو خوف من المخاوف، يخاف الشخص خوفا شديدا من ان يكون لديه رهاب من امر ما ولا ينتبه انه صار يعاني اصلا من رهاب.
رهاب الاماكن المغلقة "Claustrophobia" – الخوف من الاماكن المغلقة. الشخص المصاب برهاب الاماكن المغلقة لا يقدر على استعمال المصاعد الكهربائية او دخول الانفاق من دون الشعور بخوف حاد. يخاف من الاختناق او الاحتصار. هؤلاء الاشخاص يجلسون دائما بجانب فتحات الخروج، وتكون النوافذ مفتوحة غالبا بمكان تواجدهم. قواعد امان كهذه ممكن ان تحول الرهاب الى امر محمول ولكنها لا تعالجه.
أقرأ أيضا: كيف تكون الاب المثالي؟
رهاب الحيوان "Zoophobia" – الخوف من الحيوانات. هذا الرهاب هو الاكثر انتشارا من بين انواع الرهاب المحدد. هذا المصطلح عام ويحوي بداخله مصطلحات فرعية مثل: رهاب العناكب "Arachnophobia"، رهاب الثعابين "Ophidiophobia"، رهاب الطيور "Ornithophobia"، رهاب النحل "Apiphobia". انواع الرهاب هذه تتطور غالبا بفترة الطفولة باعقاب صدمة معينة او باعقاب خوف غير عقلاني يوصله الاهل لابنائهم. ممكن للرهاب ان يتطور ايضا بمراحل متقدمة اكثر من الحياة.
رهاب الرعد "Brontophobia" تاتي التسمية من الكلمة اليونانية “برونتا” والتي تعني الرعد. بالرغم من ان الاشخاص الذين يعانون من رهاب الرعد على علم ان الرعود غير قادرة على اصابتهم، الا انهم يرفضون بشدة الخروج عند وجود عاصفة برق وحتى انهم لا ينظرون من النافذة. الطريق الافضل بالنسبة لهم من اجل تمرير هذه العاصفة هي حضن انفسهم بالسرير او الاختباء بالخزانة وعدم سماع صوت الرعد.
رهاب المرتفعات "Altophobia" – الخوف من الاماكن المرتفعه. الاشخاص الذين يعانون من رهاب المرتفعات لا يخافون فقط من رحلات الطيران او قطار الجبال بالملاهي، انما يجدون صعوبة ايضا بصعود الدرج او التسلق على السلم. واذا فعلوا امر كهذا ممكن ان يعلقون بمنتصف الطريق من دون القدرة على متابعة الصعود او النزول.
رهاب الدم – خوف شديد من الدم ممكن ان يشكل مشكلة كبيرة. الشخص الذي يعاني من هذا الرهاب يستصعب اجراء فحوصات دم طبية عند الحاجة لها. الاشخاص الذين يعانون من هذا الرهاب ممكن ان يفقدوا الوعي من كل نقطة دم يرونها.
رهاب الجديد "Neophobia" – الخوف من كل شيء جديد. الاشخاص الذين يعانون من رهاب الجديد يستصعبون احيانا من ادارة نهج حياة سليم لانهم يستعصبون التاقلم مع كل تغيير جديد بحياتهم خاصة من التكنولوجيا المتطورة بوتيرة مذهلة.
رهاب السرطان – الخوف الشديد من مرض السرطان. الاشخاص الذين يعانون من هذا الرهاب يعيشون بخوف مستمر انهم سيصابون بالسرطان او انهم مصابون به. كل بقعة، جرح او تغيير بجسمهم يؤدي بهم الى التوجه للطبيب من اجل الفحص.يكونوا متاكدين مثلا ان الم الراس الذي يعانون منه نابع من روم بالمخ. علاج معرفي ممكن ان يساعدهم ويعيد لهم السيطرة على حياتهم.
كيفية معالجة الرهاب؟
العلاج الاكثر شيوعا للرهاب المعروف اليوم هو علاج السلوكيات المبني على المعرفة "Cognitive behaviours". بالامكان العلاج ايضا بالادوية، بالرغم من انه يعالج الظواهر لكنه لا يعالج المشكلة بعمق. علاج سلوكيات معرفي بالمقابل، هو ذو نسب نجاح اكبر. العلاج بالسلوكيات المبني على المعرفة يغير من انماط التفكير للمصاب من اجل ارجاع سلطته على حياته.