هل يمكن تشبيه حالة شيرين عبد الوهاب بمأساة ويتني هيوستن
لولا اعوجاج القوس لما خرج السهم مستقيما وما رمي.. ربما تمثل تلك المقولة الشهيرة للغزالي ما يحدث مع النجمة شيرين عبد الوهاب أو مع معظم المواهب الأسطورية التي يأخذ الإبداع من حياتهم الخاصة وأحيانا يدمرها.. فنهم يتحول إلى جنون ومواهبهم تتغذي على صحتهم وعلاقاتهم وسلامتهم النفسية لدرجة أن معظم المبدعين يخسرون الكثير من أعمارهم لتحقيق النجاح والوصول للقمة.
ربما يبدو إبداعهم في بعض الأحيان لعنة تصيب تلك الأساطير وقد طالت بالفعل النجمة شيرين عبد الوهاب التي أرى أنها تمر تقريبا بنفس الحالات والمواقف التي مرت بها النجمة العالمية السمراء ويتني هيوستن، لدرجة أنني رصدت تشابهات كثيرة بين ظروف شيرين وحياة ويتني هيوستن أولها النشأة المتواضعة وبداية الغناء في سن صغيرة لنجد مثلا أن ويتني هيوستن بدأت الغناء في سن صغيرة جدا في الكنيسة فقد ولدت «إليزابيث» هيوستن في 9 أغسطس 1963، في حي متوسط الدخل في نيوآرك، نيو جيرسي.
وكانت ابنة الجندي والمدير التنفيذي للترفيه جون راسل هيوستن الابن وأُمها مغنية الإنجيل إميلي «سيسي» درينارد هيوستن. شقيقها الأكبر مايكل ومضت عقدها الأول وهي عندها ١٩ سنة واول البوماتها انطلق عام ٨٥ وحقق نجاحا ساحقا حيث كان علي قائمة بيلبورد٢٠٠ ومن أعلى الالبومات مبيعا في العالم.
وعندما نتابع نشأة شيرين عبد الوهاب سوف نجد أنها ولدت بحي القلعة وسط عائلة متوسطة في القاهرة عام 1980، ولجمال صوتها كانت تحيي أفراح حيها وأقاربها وهي لاتزال في سن الثالثة عشرة وقد اعجب بصوتها مدرس الموسيقى في مدرستها وبسببه انضمت لكورال دار الأوبرا المصرية.
وبدأت مشوارها الحقيقي أوائل عام 2002 وهي في عمر ٢٢ سنة بأغنية “آه يا ليل”، ولكنها لم تكن أول أغانيها، حيث ظهرت مع المطرب محمد محيي في دويتو غنائي بعنوان “بحبك” في عام 2000، وكانت الأغنية ضمن ألبوم صورة ودمعة للفنان محمد محيي. ولكن انطلاقتها الحقيقية كانت مع تامر حسني، والذي كان وجهًا جديدًا أيضًا، في ألبوم غنائي مشترك بعنوان فري ميكس 3 في صيف عام 2002، والذي بيع منه 20،000،000 نسخة في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
نعود لويتني هيوستن التي كان أول ظهور سينمائي لها من خلال فيلم بودي جارد عام ٩٢ وحصلت بسبب موسيقاه على جائزة الجرامى على اغنيتها ساحبك دائما وهي الاغنية الاكثر مبيعا لامرأة في تاريخ الموسيقى في حين بدأت شيرين مشوارها السينمائي بفيلم ميدو مشاكل مع النجم أحمد حلمي وهي في سن ٢٣ سنة وحققت بعده نجاحات فنية ساحقة علي المستوى الموسيقي.
من البحث أيضا سوف نجد أن ويتني هيوستن تزوجت بوبي براون وهو مغني امريكي هيب هوب بالإضافة إلى نجاحه الموسيقي فإنه برع أيضا في التمثيل وتأليف الأغاني، كما أنه ظهر في عدة أفلام. وقد عرف أيضا بمشاكله وقضاياه في المحاكم مع زوجته السابقة ويتني هيوستن التي انتشرت أخبار تعاطيها للمخدرات وزواجها المضطرب من بوبي براون على نطاق واسع في وسائل الإعلام. وبعد انقطاعها عن التسجيل الذي دام ست سنوات، عادت هيوستن إلى قمة «بيلبورد 200» بألبومها الأخير «أتطلع إليك» (2009).
وفي 11 فبراير 2012، عُثر على جثمان هيوستن في بيفرلي هيلتون في بيفرلي هيلز، كاليفورنيا. وقد أظهر تقرير الطبيب الشرعي أنها غرقت عرَضًا في حوض الاستحمام، متأثرةً بمرض القلب وتعاطي الكوكايين.
أما شيرين عبد الوهاب فقد تزوجت هي أيضا المطرب والملحن حسام حبيب ومعظم متابعينها شهدوا على المشاكل التي حدثت بينهما والتي انتهت بالطلاق والملاسنات في مختلف وسائل الإعلام ثم دخول شيرين لمستشفى علاج الإدمان مؤخرا وصدور تقرير طبي يفيد بدخولها للمرحلة الثالثة من الإدمان بعد إرغام أخوها ووالدتها لها على دخول المستشفي وبدأ بروتوكول العلاج من الإدمان.
البعض يحاول أن يورط أخو شيرين في مشاكلها واعتبار أنه استفاد من شهرتها وأموالها ولو حاولنا المقارنة بين ذلك وبين ما حدث مع ويتني هيوستن سوف نجد أن هناك اعتراف من شقيق النجمة الأمريكية الراحلة ويتني هيوستن بأنه المسؤول عن تعريفها على المخدرات في مقابلة أجراها مع مقدمة البرامج الأمريكية أوبرا وينفري.
وقال مايكل هيوستن في برنامج «أوبرا نيكست تشابتر» الذي شارك فيه إلى جانب والدته سيسي، إن «الأمر مؤلم.. أشعر بأنني مسؤول عما آلت إليه الأمور»، وأعرب عن شعوره بالذنب لوفاة شقيقته، غير أنه قال إنه لم يعلم مدى خطورة المخدرات عندما عرف ويتني عليها. وأضاف «كنا نفعل كل شيء سوياً خلال نشأتنا، حتى تجربة المخدّرات، غير أن الأمر خرج عن السيطرة»، مشيراً إلى أن «المخدّرات خطيرة».
لا استطيع أن أنكر أن هذا التشابه المريب بين ما حدث مع ويتني هيوستن وما يحدث مع شيرين عبد الوهاب يدفعني للقلق والتوتر والرعب رغم أمنياتي الكاملة بأن تكون شيرين عبد الوهاب أقوى وأن تعرف كيف تعبر هذه المحنة بموهبتها وحب جمهورها وخوف من يحبونها من الاصدقاء أو الأقارب الذين اعتبرهم الملاذ الأخير لشيرين حتي لا تكرر مأساة ويتني هيوستن!