الحظ العاثر والاختيارات الخاطئة.. سقوط العباقرة في 2022
- كان الفساد سببًا في سقوط آخرين
كان عام 2022 صعبًا على عباقرة وادي السيليكون، والذين ضرب المثل بهم في عصاميتهم وعبقريتهم الفذة في تأسيس شركات صغيرة أصبح ذات قيم مليارية مع الوقت.
كان الحظ العثر والاختيارات الخاطئة سببًا في خسارة بعضهم، بينما كان الفساد سببًا في سقوط آخرين، وانتهاء أسطورتهم نهائيًا.
فيما يلي أبرز العباقرة الذين كانت سنة 2022 صعبة عليهم:
سام بانكمان-فرايد
كان ينظر إلى مؤسس منصة FTX والرئيس التنفيذي السابق لها، سام بانكمان-فرايد، باعتباره رجلاً عصاميًا فاذًا، قاد هذه المنصة من السفر حتى بلغت قيمتها عدة مليارات، لكن قيمة المنصة انهارت خلال أسبوع واحد، وتقدمت بطلب إفلاس بعد نفاد السيولة النقدية لديها.
شهدت FTX عمليات سحب ضخمة مع تزايد قلق العملاء بشأن وضعها المالي هذا الخريف، وظهرت تقارير تفيد بأن الشركة قد أقرضت مليارات الدولارات من أصول العملاء لتمويل رهانات محفوفة بالمخاطر بواسطة Alameda Research، وهو صندوق تحوط للعملات المشفرة يسيطر عليه بانكمان-فرايد.
ظل بانكمان- فرايد هاربًا من السلطات الأمريكية في جزر الباهاما من أزمة انهيار المنصة وضياع أموال عملائها، حتى قبضت عليه الشرطة الملكية لجزر الباهاما، بعد تقديم لائحة اتهام مختومة قدمها من المدعي العام الأمريكي للمنطقة الجنوبية لنيويورك.
وتشمل التهم الواردة في لائحة الاتهام الاحتيال عبر الهاتف، والتآمر على الاحتيال، والاحتيال في الأوراق المالية، والتآمر على الاحتيال في الأوراق المالية، وغسيل الأموال، وفقًا لوول ستريت جورنال.
وقالت شرطة جزر البهاما إنه احتُجز بتهمة ارتكاب “جرائم مالية مختلفة ضد قوانين الولايات المتحدة، وهي أيضًا جرائم ضد قوانين كومنولث جزر البهاما”.
إيلون ماسك
كانت سنة 2022 عثرة على الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، وخصوصًا بعد قيامه بشراء موقع التواصل الاجتماعي تويتر.
كانت عملية شراء تويتر بمثابة لعنة على ماسك، حيث أدخلته في دوامة أزمات لم تنتهي مع كل الأطراف تقريبًا، بداية من المدراء التنفيذين السابقين الذي فصلهم أو غادروا من تلقاء نفسهم، مرورًا بالموظفين الذين قرر أن يفصل 50% ويلغي العمل عن بعد للباقين، وانتهاء بالحكومات والشركات والصحفيين الذين وقع ماسك في أزمات معهم نتيجة سياساته الجديدة.
أوقف العديد من المعلنين الإنفاق مؤقتًا وانخفضت أسهم تويتر، مما دفع ماسك لبيع 94202321 سهمًا من شركته لصناعة السيارات الكهربائية، تسلا، مقابل عائدات بلغت 22.93 مليار دولار لإنقاذ تويتر.
كانت هذه الاختيارات الخاطئة من ماسك سببًا في إزاحته من مرتبة أغنى رجل في العالم، لصالح رجل الأعمال الفرنسي، برنار أرنو، الرئيس التنفيذي لمجموعة “أل في أم أتش” للسلع الفاخرة.
وعندما قرر ماسك الاستعانة بالجمهور وأطلق تصويتًا لبقائه أو مغادرته لقيادة تويتر، كانت النتائج في صالح مغادرته، مما جعله في موقف حرج ولم يعلن عن خطوته المقبلة حتى الآن.
مارك زوكربيرغ
أما مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، الشركة الأم لفيسبوك، فبدأ حظه العثر العام الماضي، حيث أعلن تحويل تركيزه إلى الاستثمار في الميتافيرس، وأنفق عدة مليارات عليه، لكن ذلك لم يأتي بعائدات على الشركة هذا العام، فحدث انخفاض كبير في الأرباح، واضطر زوكربيرغ لتسريح 11 ألف موظف من شركته وتجميد التوظيف.
زوكربيرغ اعتبر ما حدث “أصعب التغييرات في تاريخها”، لأنه سيؤثر على مختبر الأبحاث في ميتا الذي يركّز على ميتافيرس، بالإضافة إلى تطبيقاتها بما فيها إنستغرام وفيسبوك وواتساب.
وفقدت ميتا 61% من قيمتها حتى سبتمبر الماضي، فيما يعد الانخفاض الأكبر لأسهم شركة من شركات التكنولوجيا الكبرى، بعد أن وصلت للمرتبة الخامسة بين الشركات الأمريكية الكبرى في نادي الشركات بقيمة التريليون دولار لفترة وجيزة العام الماضي.
فقدت ميتا قيمتها السوقية التي كانت تقدر بتريليون دولار لتنخفض لأقل من 500 مليار دولار.
اختار زوكربيرغ طريق المصارحة، وأعلن أنه يتحمل المسؤولية كاملة عن كل ما حدث، وتأسف لكل من أصابهم الضرر.