محمد عبد الحليم
زيادة عمليات التعثر عن سداد القروض في الصين
تواجه شركات الإقراض عبر الإنترنت في الصين ارتفاعًا في تكاليف الائتمان، وسط بيئة أكثر صرامة للحصول على قروض جديدة بسبب تباطؤ اقتصاد البلاد.
الشركات الثلاثة التي تقوم بالاقتراض Lufax Holding، و DigiTech، و LexinFintech Holdings، أبلغت عن ارتفاع القروض المعدومة، ويعتقد المحللين أن الأمور تزداد سوءًا.
أزمة الصين
يُظهر أداء الشركات الثلاث كيف أن المشاكل الاقتصادية الأوسع نطاقاً في الصين – والتي أضرت بأكبر البنوك وتضمنت التخلف عن السداد لدى مطوري العقارات العملاقين – تؤثر حتى على الشركات التي تقدم خدماتها إلى صغار المقترضين.
على الرغم من اختلاف نماذج الأعمال الثلاثة اختلافًا طفيفًا، إلا أنها تساعد جميعًا في تحويل القروض من البنوك إلى المستهلكين أو أصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة.
انخفض صافي ربح Lufax للربع الثاني – الأكبر من الثلاثة، بقيمة سوقية تبلغ حوالي 7.5 مليار دولار – بنسبة 38٪ عن العام السابق، في حين تضاعفت خسائر ضعف الائتمان بأكثر من الضعف لتصل إلى 496 مليون دولار. وقد فات على نحو 1.7٪ من إجمالي قروضها أكثر من 90 يومًا من تاريخ استحقاقها، مقارنة بـ 1.1٪ في العام السابق.
وقالت LexinFintech وDigiTech إن أرباحهما انخفضت بنسبة 79٪ و 37٪ على التوالي في الربع الثاني بسبب ارتفاع الديون المعدومة، وأخبرت أن قروضهما الجديدة انخفضت.
ورغم أن مجموعة FinVolution، أحد بنوك الإنترنت الصينية المدرجة في الولايات المتحدة والتي تستهدف المقترضين ذوي الجودة العالية، حققت ربعًا أفضل، حيث انخفض صافي الربح بنسبة 5.7٪، لكن القروض التي فات موعد استحقاقها 90 يومًا ارتفعت إلى 1.6٪ من 1٪.
الوضع سيزداد سوءًا
قال يوهانس أو، محلل الخدمات المالية في ABCI Securities، إن الارتفاع في معدلات التأخر في السداد بدأ لتوه وسيستمر في الأرباع القادمة.
وأضاف أن الوضع بالنسبة لمقرضي الإنترنت أسوأ من البنوك، حيث يميل المقترضون إلى أن يكونوا أقل جدارة ائتمانية.
أدت عمليات الإغلاق الخاصة بفيروس كورونا والفساد وغير ذلك إلى وضع الاقتصاد الصيني في مسار صعب.
الاقتراض عبر الانترنت
بينما تعتمد البنوك عمومًا على درجات الائتمان والدخل في تحديد ما إذا كانت ستوافق على قرض ما، يستخدم المقرضون عبر الإنترنت مجموعة من المعلومات التي يمكن أن تشمل التركيبة السكانية والموقع وعادات الإنفاق وحتى البيانات المتعلقة بتاريخ التصفح، والتي يتم الحصول عليها من أطراف ثالثة.
عادة ما يعادل قرض المستهلك النموذجي حوالي 1400 دولار، مع فترة سداد تبلغ حوالي عام واحد.
لأصحاب الأعمال الصغيرة، يمكن أن يصل القرض إلى 43000 دولار لمدة عامين أو ثلاثة أعوام.
ويميل المقرضين عبر الإنترنت إلى فرض سعر فائدة شامل 20 ٪ للتعويض عن المخاطر.
لا يقوم مقرضو الإنترنت عمومًا بتقديم هذه القروض بأنفسهم، بل يعملون كوسطاء بين المقرضين والمقترضين. وعادة ما يستخدمون ضامني قروض من طرف ثالث لطمأنة المقرضين، ولكن مع تفاقم التباطؤ الاقتصادي، يواجهون المزيد من الضغوط لضمان أجزاء أكبر من هذه القروض بأنفسهم.
على سبيل المثال، تحملت Lufax مخاطر على 21.7٪ من رصيدها القائم في الربع الثاني، ارتفاعًا من 16٪ في العام السابق.
تأثير الانكماش الاقتصادي
للاستعداد للانكماش الاقتصادي، يضع مقرضي الإنترنت أنفسهم في وضع دفاعي، ويركزون على إدارة المخاطر بدلاً من نمو القروض.
قال يونغ سوك تشو، الرئيس التنفيذي المشارك ورئيس مجلس إدارة Lufax، إن الشركة ستعطي الأولوية لجودة الأصول على نمو الحجم هذا العام.
انخفضت القروض الجديدة على منصة Lufax بأكثر من 15٪ في الربع الأخير.
كتب توماس وانج المحلل في بنك جولدمان ساكس في تقرير بحثي: “نعتقد أن هذا هو النهج الصحيح نظرًا لأن ملف المخاطر للمقترضين قد تدهور على الأرجح”.
يتوقع وانغ أن يظل ضعف ائتمان Lufax مرتفعًا في النصف الثاني من هذا العام و 2023.